تأدية رياضية وإستهلاك أقل

على طرقات ولاية كاليفورنيا الأميركية كان لنا لقاء مع الجيل الجديد من مرسيدس SLK 55 AMG خلصنا بنهايته الى أنها توفر لك كل ما تتوقعه منها

عندما تذكر أمام محبي السيارات كلمة AMG، يفكر الجميع بمحرك الأسطوانات الثماني الذي تبلغ سعته 6,2 ليتر والذي ذاع صيته خلال السنوات الأخيرة. أما عاشقو سيارات AMG، فيعلمون أن الفرع الرياضي لـ مرسيدس كان يعمل خلف الكواليس على محرك جديد لا يزال ينتمي الى عائلة محركات V8 ولكنه تخلى عن 700 سم3 لتتدنى سعته الى 5,5 ليتر. ولأن تدني السعة يؤدي أوتوماتيكياً الى تراجع القوة والعزم، كان الحل الذي إعتمدته AMG متمثلاً بالتلقيم الإضافي وهو حل باتت معظم شركات صناعة السيارات وبالأخص الألمانية منها تعتمده نظراً لقدرته على رفع القوة الحصانية وعزم الدوران من دون أن يؤثر ذلك على عامل الإستهلاك وبالتالي على نسبة الإصدارات. وفي هذا السياق، وفرت AMG محركها الجديد هذا (V8 بسعة 5,5 ليتر مع توربو مزدوج) الذي يحمل تسمية M157 لعدد من سياراتها الجديدة.

وما أن بدأنا بالتأقلم مع هذا المحرك حتى تم إطلاق الجيل الجديد من مرسيدس SLK 55 AMG التي قرر مهندسوها أن يزودوها بمحرك V8 بسعة 5,5 ليتر ولكن بسحب عادي, أي من دون توربو على الإطلاق. وعلى الرغم من غياب التوربو سواء كان أحادياً أو مزدوجاً، إلا أن هذا المحرك الذي يحمل تسمية M152 والذي يتشارك مع محرك M157 بالسعة والقطر والشوط وجهاز توقف / إنطلاق والبخاخ المباشر، قادر على توفير قوة تصل الى 422 حصاناً يمكن إستخراجها بالكامل عند 6800 دورة في الدقيقة وذلك بالتناغم مع 540 نيوتن متر من عزم الدوران الذي تتوفر حدوده القصوى عند مستوى 4500 دورة في الدقيقة. ويمكن لهذا المحرك أن يدفع SLK 55 AMG من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في 4,6 ثانية والى سرعة قصوى تم تحديدها بـ 250 كلم/س بواسطة رقاقة إلكترونية خاصة.

وعلى الرغم من حجم هذا المحرك الكبير نسبياً والذي تم تعديل معايير عمله لرفع نسبة ضغطه النهائية الى 12.6:1، إلا أن أبرز ما يميزه يتمثل بإستهلاكه العام الذي تقول مرسيدس أنه يراوح في حدود 8,4 ليتر لكل 100 كلم. وفي هذا السياق، تفيد AMG أن تطوير هذا المحرك كان جزءاً من إستراتيجيتها الخاصة بالتأدية لعام 2015 والتي تهدف الى خفض مستويات إستهلاك وإصدارات طرازاتها الجديدة التي ستتوفر خلال السنوات القليلة القادمة. وفي إطار المحافظة على تأدية متقدمة، تم تزويد محرك SLK 55 AMG بعدد من التجهيزات شأن نظام التحكم المتبدل بتوقيت عمل الصمامات ومشاعب السحب الجديدة وبعض التعديلات التي رفعت نسبة ضغط المحرك الذي إرتفع دورانه الأقصى الى 7000 دورة في الدقيقة. وللتحكم بالوزن، إعتمدت مرسيدس وAMG على مواد خفيفة الوزن لبناء المحرك ومنها عمود مرفقي من الألومنيوم المعالج الذي طاول أيضاً الأسطوانات والمكابس التي تم طلاؤها بطبقة خاصة لخفض مستويات إحتكاكها وليتدنى بذلك وزن المحرك الإجمالي الى حوالي 187 كلغ. وهنا تم ربط هذا المحرك الى علبة تروس أوتوماتيكية متتالية سباعية النسب جرى تزويدها بثلاثة برامج عمل تبدأ ببرنامج الكفاءة (C) الذي يركز على التوفير ويمر ببرنامج سبورت (S) الرياضي وينتهي ببرنامج (M) الذي يتحول معه عمل علبة التروس الى الأسلوب اليدوي.

ومع برنامج C، يتم إيقاف 4 من أسطوانات المحرك الـ 8 بهدف خفض إستهلاك الوقود. وهنا يمكن القول أن SLK 55 AMG هي أول سيارة من AMG تتوفر مع نظام إيقاف عدد من الأسطوانات وهو نظام سبق لـ مرسيدس أن طورته لتعتمده في سياراتها المشاركة في بطولة العالم للفورمولا واحد حيث يتم تفعيله عندما تسير سيارات السباق بسرعات محددة خلف سيارة السلامة. وهنا تقول مرسيدس أن تشغيل هذا المحرك بأربع أسطوانات يمكنه من توفير 230,5 نيوتن متر من عزم الدوران بين مستويي 800 و3600 دورة في الدقيقة، أي خلال سرعات دوران المحرك الأكثر إعتماداً في المدن. أما عند الحاجة الى مزيد من القوة، فلن يضطر سائق SLK 55 AMG إلا الى زيادة الضغط على دواسة التسارع ولتعمل أسطوانات المحرك الثماني في غضون 30 جزء من الألف من الثانية.

ومقابل تجهيزات «التوفير» التي وفرتها مرسيدس مشكورةً، لا يمكن لسيارة تحمل توقيع AMG إلا أن تكون مميزة بتأديتها الرياضية الممتعة. وفي هذا الإطار، لا يمكن للمرء عندما يكون خلف مقود SLK 55 AMG إلا أن يتمتع بهدير عادمها الرياضي الذي يذكر بالسمفونيات الموسيقية التي تعزفها سيارات AMG. ولذلك جرى تزويد العادم ببوابة نشطة تعمل على أبقاء صوت العادم في حالة سكون طالما لم يتعدى دوران المحرك حدود 2000 دورة في الدقيقة. وعند إرتفاع الدوران عن هذه الحدود، تبدأ هذه البوابة بالإنفتاح ويبدأ الهدير الرياضي بالإزدياد مرتفعاً مع إرتفاع دوران المحرك.

ولتعزيز الروح الرياضية، زودت SLK 55 AMG بنظام يفاضل في قوة الكبح لرفع مستويات التماسك في المنعطفات. وهنا، تتمتع هذه السيارة بتماسك متقدم مرده تعليق رياضي مدروس يعمل بالتناغم مع جهاز ESP للتحكم الإلكتروني بالتماسك الذي يعمل بدوره من خلال ثلاثة برامج هي ESP ON الذي يتم معه تفعيل التحكم بالتماسك وsport الذي تنخفض معه حدة تدخل جهاز ESP وتسمح للسائق ببعض الإنزلاقات وبرنامج ESP OFF الذي يتم معه إيقاف جهاز التحكم بالتماسك عن العمل كلياً.

من الخارج، تتميز هذه السيارة عن شقيقاتها بعواكس الهواء والعجلات المعدنية الرياضية الكبيرة والملبسة بإطارات رياضية يفصل بينها تنانير جانبية تتحكم بمجرى الهواء حول وتحت السيارة، بالإضافة الى مخارج عادم رباعية. ومع حضورها اللافت على الطريق، لا تزال هذه السيارة وشأنها لمعظم سيارات مرسيدس تعاني ـ على الأقل بالنسبة لي ـ من مشكلة تصميمية كبيرة في المصابيح سواء كانت أمامية أو خلفية. ففي الأمام، تشعر أن الواجهة رائعة الجمال ورياضية الطابع ومتناسقة القوام ولكن تبدو المصابيح وكأنها لا تنتمي الى هذه الواجهة.

أما في الداخل، فتتماثل المقصورة مع ما يحصل عليه المرء في باقي نسخ SLK ولكنك مع AMG تحصل على تلبيسات من الألومنيوم المصقول ومقود بإطار مسطح من الأسفل ومقعدين جلديين بحواف جانبية عريضة لزيادة مستويات تثبيت الأجسام.

في الإجمال، يمكن القول أن مرسيدس SLK 55 AMG سيارة سريعة جداً ولكنها من السيارات التي تشعرك أنها قابلة للسيطرة شرط أن لا تتعدى قوانين الطبيعة والفيزياء. وعلى الرغم من روحها الرياضية، إلا أنها واحدة من سيارات فئتها القلائل التي تجعلك تشعر أنك خلف مقود سيارة من فئة الـ GT التي يمكنك أن تتمتع بتأديتها على الدوام وبالأخص خلال الرحلات الطويلة.

ومن ناحية أخرى، تتميز هذه السيارة بتماسكها المتقدم وبقدرة إلكترونياتها المرتفعة على التأقلم مع متطلبات سائقها. أما مقودها، فهو دقيق ومتوازن وسريع ومتجاوب، فيما يمكن القول أن المكابح ذات الأسطوانات القرصية الكبيرة فعالة جداً.

بإختصار، لا تفتح لك SLK 55 AMG المجال لطلب المزيد وهذا هو بالضبط ما تعودنا عليه من سيارات تحمل شعار النجمة الثلاثية المعزز بأحرف AMG.

«على الرغم من غياب التوربو، إلا أن هذا المحرك قادر على توفير 422 حصاناً و540 نيوتن متر من عزم الدوران»

«معها ستحصل على تلبيسات من الألومنيوم ومقود بإطار مسطح من الأسفل ومقعدين جلديين بحواف جانبية عريضة لتثبيت الأجسام»