تقنيات إنقاذ الأشخاص من حطام السيارات بعد وقوع حادث

تم تدريب رجال الإطفاء على تقليل حركة المصابين منذ الثمانينيات لكن يمكن أن تستغرق وقت طويل ويؤدي للوفاة لتأخر العلاج

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 06 يوليو 2022
تقنيات إنقاذ الأشخاص من حطام السيارات بعد وقوع حادث

تنتشر حوادث السيارات على الطرق في كل دول العالم، لكن هناك عدة عوامل تتسبب في زيادة أعداد الوفيات ومنها عمليات الإنقاذ الخاطئة.

وفق تقرير في العام الماضي، كان هناك 127967 ضحية و 1560 حالة وفاة في إنجلترا بسبب تصادم السيارات، خلال نفس الفترة احتاج أكثر من 7000 مريض إلى المساعدة على الخروج من السيارة من خلال عملية تعرف باسم عمليات الإنقاذ، حيث تستخدم أطقم الإنقاذ فكوك الحياة وغيرها من الأدوات لنقب الحطام، ثم رفع الأشخاص بحذر.

على الرغم من أنه في بعض الحالات، تكون أطراف المرضى محاصرة أو غير قادرين على الحركة لأن إصاباتهم شديدة جداً، إلا إنه في معظم الحالات، يمكنهم الخروج بأقل قدر من المساعدة، خاصة بعد فك باب عالق، ولكنهم يبقون في سياراتهم بسبب الألم أو الشعور بالقلق من أن تحريكهم قد يؤدي إلى تفاقم إصاباتهم خاصة إصابات العمود الفقري.

قال الدكتور تيم نوتبيم، استشاري طب الطوارئ في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، والقائد الطبي لطائرة الإسعاف الجوي في ديفون: "منذ الثمانينيات على الأقل، تم تدريب رجال الإطفاء على تقليل حركة المصاب قدر الإمكان، لقد قيل لهم إن مليمتر واحد من الحركة يمكن أن يحول شخص إلى مستخدم كرسي متحرك، لذلك غالبا ما يتم تفكيك السيارة حول المريض أولاً، ثم إخراجه لتجنب حركة خاطئة تجعله قعيد."

ومع ذلك، فإن القيام بذلك يستغرق وقت طويل قد يصل إلى 30 دقيقة في المتوسط ​​وإذا تعرض هذا الشخص لإصابة خطيرة أخرى، مثل إصابة في الرأس أو الصدر أو البطن يؤخر هذا الإجراء من فرص نجاته، فكل دقيقة مهمة.

بدأ نوتبيم البحث في هذه المشكلة بعد أن لاحظ انفصال بين المخاوف بشأن حركة العمود الفقري، والإصابات التي كان يراها في مرضاه بما في ذلك وفاة الأشخاص في سياراتهم، أو بعد فترة وجيزة من إخراجهم.

ارتفاع نسب وفيات المرضى المحاصرون

اكتشف الطبيب أن المرضى المحاصرين داخل السيارات كانوا أكثر عرضة للوفاة مرتين من أولئك الذين تم تحريرهم بسرعة من الحطام، علاوة على ذلك، فإن انتشار إصابات العمود الفقري بين هؤلاء المرضى كان، في الواقع، منخفضاً للغاية - 0.7% فقط - وفي حوالي نصف هذه الحالات، تعرضوا لإصابات خطيرة أخرى تتطلب عناية طبية عاجلة.

قال نوتبيم: "تركيزنا المطلق على تقليل الحركة يصلح لنسبة 0.3% من المرضى، لكنه قد يؤثر على حياة 99.7% منهم، من المحتمل أن يكون مئات الأشخاص قد لقوا حتفهم نتيجة إخراجهم بعد فترات طويلة".

قياس حركات الرقبة والعمود الفقري في الحوادث

قام نوتبيم وزملاؤه بتثبيت مستشعرات الحركة لمتطوعين أصحاء وقاموا بقياس حركات الرقبة والعمود الفقري عند خروجهم من سيناريوهات حوادث المركبات المختلفة، باستخدام تقنيات مختلفة.

على الرغم من استمرار هذه التجارب، فقد أشارت النتائج المبكرة إلى أن حركات العمود الفقري المرتبطة بمساعدة الإنقاذ أكبر بكثير مما كانت عليه عندما يسمح للمتطوعين بالخروج من الحطام بأنفسهم، وأن تقنيات الإنقاذ السريع المساعدة أنتجت حركات مماثلة للحركات الأبطأ التي تهدف إلى تقليل الحركة.

بمعنى آخر، كلما زاد عدد الحركات التي يمكن للمريض القيام بها لنفسه، من المرجح أن تكون الأثار على العمود الفقري الناتجة عنها سلباً أقل.

على الرغم من أن المرضى الذين يعانون من إصابات حقيقية في العمود الفقري سيظلون بحاجة إلى نهج معين، لكن من المحتمل أن يكون الإنقاذ الذاتي أفضل، بغض النظر عن نوع الإصابة، على حد قول نوتبيم.

حالياً، يستخدم حوالي 3% فقط من خدمات الإطفاء والإنقاذ في المملكة المتحدة الإنقاذ الذاتي بشكل منتظم، ولكن من المحتمل أن يتغير هذا نتيجة لهذه الدراسات.

في ورقة إجماع، قام أصحاب المصلحة في المملكة المتحدة بما في ذلك المجلس الوطني لرؤساء الإطفاء (NFCC) وكلية المسعفين بمراجعة الأدلة الموجودة، ووافقوا على مجموعة من المبادئ للتوجيهات المستقبلية.

وتشمل هذه التوصية بأن يكون الإنقاذ الذاتي أو بمساعدة الحد الأدنى من المصاب داخل السيارة هو الخط الأول القياسي للمرضى المحاصرين الواعين والذين من المحتمل أن يكونوا قادرين على الوقوف بقليل من المساعدة، وأن تقليل وقت الخروج من السيارات يجب أن يكون هدف لجميع المصابين.

خروج أسرع وفيات أقل

قالت سالي لاينز، الرئيس التنفيذي لـ Road Safety Trust، التي مولت الدراسة: "سيقلل هذا البحث من الوفيات والإعاقات ويساعدنا على تحقيق رؤيتنا المتمثلة في عدم حدوث وفيات وإصابات خطيرة على الطرق في المملكة المتحدة، نتطلع إلى التطبيق العملي لهذا البحث الذي تستخدمه خدمات الطوارئ."

بالفعل، تبنت منظمة الإنقاذ في المملكة المتحدة (UKRO) المبادئ الجديدة لتحدي الإنقاذ في سبتمبر 2022، حيث تتنافس فرق الإطفاء والإنقاذ في المملكة المتحدة لتحرير الناس من مختلف السيناريوهات الصعبة.

وقال جيمس كومبر، مدرب تصادم المرور على الطرق في UKRO، إنه ينبغي عليهم أيضاً تمكين فرق الإطفاء من تطوير تقنيات جديدة، مثل سحب المركبات من العوائق، مع استمرار وقوع إصابات بداخلها.

بدون الوصول إلى 360 درجة، غالباً ما يكافح موظفو الإسعاف لكشف وتقييم المرضى بشكل كامل، مما يؤدي إلى تأخيرات كبيرة في العلاج، من خلال اعتماد هذه المبادئ الجديدة وتقنيات إعادة النظر مثل تغيير مكان السيارة، يمكن تقليل وقت خروج المصابين، وزيادة فرص بقائهم على قيد الحياة.

اختبارات إنقاذ مصابي الحوادث

تخطط NFCC أيضاً لمزيد من الاختبارات، في ضوء أبحاث نوتبيم، قال كريس لوثر، رئيس لجنة العمليات في إن إف سي سي: "الهدف الرئيسي لخدمة الإطفاء والإنقاذ في المملكة المتحدة هو إنقاذ الأرواح ومنع الإصابات، لذلك سنبحث دائماً عن تحديث وتغيير التوجيهات".

وتابع: "نتيجة لهذا البحث، سيتم القيام بمزيد من العمل حول كيفية إجراء عملية استخراج المصابين بأفضل طريقة، بمجرد أن نحصل على هذا، سننظر في كيفية إدخال أي تغييرات في إرشاداتنا التشغيلية الوطنية".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات