رسوم ترامب تهدد 25 ألف وظيفة في صناعة السيارات البريطانية

حذر مركز أبحاث السياسات العامة البريطانية من أن رسوم ترامب الجمركية بنسبة 25% قد تعرض 25 ألف وظيفة في قطاع صناعة السيارات البريطاني للخطر.

وأوضح المركز أن هذه الرسوم، التي ستزيد أسعار السيارات البريطانية مثل رينج روفر بحوالي 30 ألف دولار عند بيعها في الولايات المتحدة، ستضع شركات صناعة السيارات البريطانية تحت ضغط شديد وتهدد الوظائف والنمو الاقتصادي.

رسوم ترامب تهدد 25 ألف وظيفة في صناعة السيارات البريطانية

بعد الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 25%، يتوقع مركز أبحاث السيارات العامة البريطاني سيجعل العاملين في شركتي جاكوار لاند روفر ومصنع ميني في كاولي من بين الأكثر عرضة للخطر.

صادرات بريطانيا للولايات المتحدة

تصدر بريطانيا 8 من كل 10 محركات يتم إنتاجها محليًا. وفي عام 2024، وجهت ثلاثة أرباع السيارات التي صنعت خصيصًا للأسواق الخارجية، والتي بلغ عددها 603,565 سيارة، إلى ثلاث مناطق رئيسية فقط، وكانت الولايات المتحدة إحدى هذه المناطق.

بينما استقبلت دول الاتحاد الأوروبي 54% من الصادرات، والصين 6.6%، اتجهت نسبة قدرها 16.9% إلى الموانئ الأمريكية.

هذا يعني أن حوالي 102,000 سيارة - تقدر قيمتها بنحو 9 مليارات جنيه إسترليني - خرجت من خطوط التجميع البريطانية، وانتهى بها المطاف في الولايات المتحدة خلال العام الماضي.

ويمثل هذا العدد واحدة من كل ثماني سيارات ركاب (13%) تم إنتاجها في بريطانيا عام 2024.

رسوم ترامب تهدد صناعة السيارات البريطانية

قال برانيش نارايانان، الباحث في معهد أبحاث السياسة العامة (IPPR): "إن رسوم ترامب الجمركية تحمل في طياتها إمكانية هائلة لزعزعة استقرار صناعة تصنيع السيارات في المملكة المتحدة بشكل كامل، مما يؤثر على عشرات الآلاف من الوظائف، ويعرض خطط النمو الحكومية للخطر".

وحذر باحثون من جامعة برمنغهام من أن منطقة ويست ميدلاندز، التي تعد موطنًا لشركتي جاكوار لاند روفر وأستون مارتن، ستكون الأكثر تضررًا، قائلين: "لا يمكن التقليل من تأثير قرار ترامب على منطقة ويست ميدلاندز تحديدًا. الذي قد يواجه زلزالًا مفاجئًا وكارثيًا".

ارتفاع أسعار السيارات البريطانية

قدر الخبراء أن أسعار السيارات البريطانية المباعة في أمريكا سترتفع بآلاف الدولارات بسبب إجراءات ترامب.

مما قد يهدد الطلب على السيارات البريطانية الصنع على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، ويزيد من المخاطر على الوظائف البريطانية.

وفقًا لجمعية مصنعي وتجار السيارات، يوظف قطاع صناعة السيارات حوالي 198 ألف شخص بشكل مباشر، ويرتفع هذا العدد إلى 813 ألف شخص عند احتساب العاملين في القطاعات المرتبطة به.

وفي تعليقه على أنباء الأسبوع الماضي بشأن اقتراح ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات، صرح الرئيس التنفيذي لجمعية مصنعي وتجار السيارات، مايك هاوز، بأن هذا الأمر ليس مفاجئًا ولكنه، مع ذلك، مخيب للآمال.

جاء تعليقه بعد لحظات قليلة من تأكيد الهيئة التجارية على أن إنتاج السيارات في المملكة المتحدة قد انخفض للشهر الـ 12 على التوالي في فبراير، حيث انخفض إجمالي إنتاج السيارات والشاحنات بنسبة 11.6% ليصل إلى 82,178 وحدة خلال الشهر.

ركود صناعة السيارات البريطانية

وصف ديفيد بيلي، أستاذ اقتصاد الأعمال في كلية برمنغهام للأعمال، الوضع بأنه عاصفة كاملة لصناعة السيارات البريطانية.

وأوضح أن ذلك سيكون له تأثير كبير على الشركات المصنعة في المملكة المتحدة وأوروبا، التي تعاني بالفعل من ضغوط ناتجة عن انخفاض المبيعات في الصين، والطلب الراكد، والبطء في تبني السيارات الكهربائية.