سلندر السيارة: وظيفته وأسباب وأعراض تلفه وطريقة تغييره

تُصنع سلندرات السيارة من مواد عالية المتانة ومقاومة للحرارة، مثل الحديد أو الألمنيوم. تاليا سلندر السيارة: وظيفته وأسباب وأعراض تلفه وطريقة تغييره

  • تاريخ النشر: الأحد، 04 أغسطس 2024
سلندر السيارة: وظيفته وأسباب وأعراض تلفه وطريقة تغييره

سلندر السيارة هو أحد المكونات الأساسية في محرك الاحتراق الداخلي، والذي يلعب دورًا محوريًا في تحويل الطاقة الكيميائية الناتجة عن احتراق الوقود إلى طاقة حركية تدفع السيارة إلى الأمام، يُعد فهم وظيفة السلندر وأهميته أمرًا ضروريًا لكل مالك سيارة وميكانيكي، حيث يساعد ذلك في الحفاظ على أداء المحرك وكفاءته على المدى الطويل. في المقال التالي سوف نشرح كل ما يتعلق بسلندر السيارة.

ما هو سلندر السيارة؟

سلندر السيارة (Cylinder) هو أحد المكونات الأساسية في محرك الاحتراق الداخلي، وهو عبارة عن تجويف أسطواني الشكل يحتوي على مكبس متحرك (Piston)، تعمل السلندرات معًا لتحويل الطاقة الكيميائية من احتراق الوقود إلى طاقة حركية تدفع المركبة للأمام. فيما يلي شرح مفصل لسلندر السيارة:

  1. تركيب السلندر:
    يتكون سلندر السيارة من جدار أسطواني مجوف مصنوع من المعدن القوي، عادةً من الحديد الزهر أو الألومنيوم، يتم تثبيت السلندر في كتلة المحرك (Engine Block) ويتم إغلاق إحدى نهايتيه برأس الأسطوانة (Cylinder Head)، بينما تكون النهاية الأخرى مفتوحة لحركة المكبس.

  2. حركة المكبس داخل السلندر:
    يتحرك المكبس داخل السلندر حركة ترددية (صعودًا وهبوطًا) بفعل ذراع التوصيل (Connecting Rod) الذي يربط المكبس بعمود المرفق (Crankshaft)، تتسبب حركة المكبس في تغيير حجم الحيز الموجود فوقه، مما يسمح بدخول خليط الوقود والهواء وضغطه وإشعاله لتوليد الطاقة.

  3. دورة الأشواط الأربعة:
    تعمل معظم محركات السيارات الحديثة على مبدأ دورة الأشواط الأربعة (Four-Stroke Cycle) داخل السلندر. تتكون هذه الدورة من:

  • شوط السحب (Intake Stroke): ينزل المكبس، ويتم سحب خليط الوقود والهواء إلى داخل السلندر عبر صمام السحب المفتوح.
  • شوط الضغط (Compression Stroke): يرتفع المكبس، ويتم ضغط الخليط بشكل كبير، مما يزيد من كفاءة الاحتراق.
  • شوط القدرة (Power Stroke): يتم إشعال الخليط المضغوط بواسطة شمعة الإشعال (Spark Plug)، مما يولد قوة دافعة هائلة تدفع المكبس للأسفل.
  • شوط العادم (Exhaust Stroke): يرتفع المكبس مرة أخرى، ويتم طرد الغازات المحترقة خارج السلندر عبر صمام العادم المفتوح.
  1. ترتيب السلندرات:
    يمكن ترتيب السلندرات في المحرك بأشكال مختلفة، مثل:
  • المحرك ذو السلندرات الرأسية (Inline Engine): السلندرات مرتبة في صف واحد.
  • محرك V (V Engine): السلندرات مرتبة على شكل حرف V، مع وجود صفين متقابلين من السلندرات.
  • محرك الأفقي المعاكس (Flat or Boxer Engine): السلندرات مرتبة في صفين متقابلين ومتوازيين أفقيًا.
  1. عدد السلندرات:
    يختلف عدد السلندرات في محركات السيارات، وعادةً ما يتراوح بين 3 إلى 12 سلندرًا، تعتمد معظم السيارات الصغيرة والمتوسطة الحجم على محركات رباعية السلندرات (4 سلندرات)، بينما تستخدم السيارات الأكبر حجمًا والرياضية محركات سداسية (6 سلندرات) أو ثمانية (8 سلندرات) أو أكثر، يؤثر عدد السلندرات على قوة المحرك وعزم الدوران وكفاءة استهلاك الوقود.

يعد سلندر السيارة مكونًا حيويًا في محرك الاحتراق الداخلي، حيث يتم داخله تحويل الطاقة الكيميائية للوقود إلى طاقة حركية، تعمل السلندرات معًا بتناغم، وتتابع دقيقاً لتوليد القوة اللازمة لدفع المركبة، يعتمد أداء المحرك بشكل كبير على عدد السلندرات وحجمها وترتيبها، وهو ما يؤثر على قوة السيارة وكفاءتها في استهلاك الوقود وسلاسة تشغيلها.

سلندر السيارة: وظيفته وأسباب وأعراض تلفه وطريقة تغييره

أهمية سلندر السيارة

يعتبر سلندر السيارة (Cylinder) من أهم مكونات محرك الاحتراق الداخلي، حيث يلعب دورًا محوريًا في تحويل الطاقة الكيميائية للوقود إلى طاقة حركية تدفع المركبة، في النقاط التالية نستعرض أهمية سلندر السيارة بشكل مفصل:

  1. توليد القوة الدافعة:
    داخل السلندر، يتم احتراق خليط الوقود والهواء بعد ضغطه بواسطة المكبس (Piston)، ينتج عن هذا الاحتراق طاقة حرارية هائلة تتحول إلى طاقة حركية تدفع المكبس للأسفل، مولدةً القوة اللازمة لتدوير عمود المرفق (Crankshaft) وتحريك العجلات، تتناسب قوة المحرك طرديًا مع عدد السلندرات وحجمها.

  2. التحكم في استهلاك الوقود:
    يؤثر تصميم السلندر وكفاءته على استهلاك الوقود في المحرك، حيث تساهم السلندرات ذات الأبعاد المثالية والتصميم الانسيابي في تحسين عملية الاحتراق وتقليل الفقد في الطاقة، مما يؤدي إلى استهلاك أقل للوقود وانبعاثات أقل للغازات الضارة.

  3. تنظيم دورة الأشواط:
    تعمل السلندرات كحجرات منفصلة تتحكم في دورة الأشواط الأربعة (السحب، الضغط، القدرة، العادم) اللازمة لتشغيل المحرك، يضمن التصميم الدقيق للسلندر والتوقيت المنضبط لحركة الصمامات والمكابس سلاسة واستمرارية عمل المحرك.

  4. تبريد المحرك:
    تتعرض السلندرات لحرارة شديدة أثناء عملية الاحتراق، لذا يتم تزويدها بقنوات للتبريد حول جدرانها الخارجية، تساعد هذه القنوات في تبديد الحرارة الزائدة وتنظيم درجة حرارة المحرك، مما يمنع ارتفاع درجة الحرارة بشكل مفرط، ويحافظ على كفاءة وأداء المحرك.

  5. الحفاظ على تزييت المحرك:
    يتم تصميم السلندرات بحيث تسمح بتدفق زيت التزييت بين المكبس والجدار الداخلي للسلندر، يساعد هذا التزييت على تقليل الاحتكاك والتآكل بين الأجزاء المتحركة، مما يطيل عمر المحرك، ويحافظ على أدائه.

  6. تأثير عدد السلندرات:
    يؤثر عدد السلندرات في المحرك على أدائه وسلاسة تشغيله، تميل المحركات ذات العدد الأكبر من السلندرات إلى توليد قوة أكبر وعزم دوران أعلى، كما توفر تشغيلًا أكثر نعومة وهدوءًا، في المقابل، تتميز المحركات ذات العدد الأقل من السلندرات بوزن أخف وكفاءة أعلى في استهلاك الوقود.

  7. تحديد نوع الوقود:
    يتم تصميم السلندرات وفقًا لنوع الوقود المستخدم في المحرك، سواء كان بنزين أو ديزل، تختلف متطلبات الضغط ودرجة الحرارة ونسبة الانضغاط بين نوعي الوقود، لذا يتم تكييف أبعاد السلندر وتصميمه لتحقيق أفضل أداء مع نوع الوقود المحدد.

باختصار، تلعب سلندرات السيارة دورًا محوريًا في تحويل الطاقة الكيميائية للوقود إلى طاقة حركية، وتؤثر بشكل مباشر على قوة المحرك وكفاءته وسلاسة تشغيله، يعتمد أداء المحرك ككل على التصميم الدقيق للسلندرات وتناغمها مع باقي الأجزاء، لذا يعتبر الحفاظ على سلامة السلندرات وصيانتها بشكل منتظم أمرًا ضروريًا لضمان عمر طويل وأداء موثوق للمحرك.

أعراض بداية تلف جوان وش السلندر

جوان وش السلندر (Cylinder Head Gasket) هو عبارة عن حشية مصنوعة من مواد مقاومة للحرارة والضغط، وتقع بين وش السلندر (Cylinder Head) وكتلة المحرك (Engine Block)، يلعب هذا الجوان دورًا حيويًا في منع تسرب الغازات والسوائل بين حجرات الاحتراق وقنوات التبريد، عندما يبدأ جوان وش السلندر بالتلف، يمكن أن تظهر عدة أعراض تدل على وجود مشكلة. فيما يلي نستعرض أهم هذه الأعراض:

  1. فقدان سائل التبريد:
    من أبرز علامات تلف جوان وش السلندر هو فقدان سائل التبريد (Coolant) بشكل غير طبيعي، نظرًا لموقع الجوان بين وش السلندر وكتلة المحرك، فإن أي تسرب في الجوان يمكن أن يسمح لسائل التبريد بالتسرب إلى حجرات الاحتراق أو خارج المحرك، قد يلاحظ السائق انخفاضًا متكررًا في مستوى سائل التبريد دون وجود تسربات خارجية واضحة.

  2. ارتفاع درجة حرارة المحرك:
    عندما يتسرب سائل التبريد من خلال جوان وش السلندر التالف، يفقد نظام التبريد قدرته على تنظيم درجة حرارة المحرك بشكل فعال، نتيجة لذلك، قد ترتفع درجة حرارة المحرك بشكل مفرط، مما قد يؤدي إلى ظهور إنذار ارتفاع درجة الحرارة على لوحة العدادات أو غليان سائل التبريد في الردياتير.

  3. دخان أبيض من العادم:
    إذا تسرب سائل التبريد إلى حجرات الاحتراق عبر الجوان التالف، فقد يختلط مع خليط الوقود والهواء، ويحترق داخل السلندرات، ينتج عن ذلك دخان أبيض كثيف ينبعث من أنبوب العادم، خاصةً عند بدء تشغيل المحرك في الصباح أو عند التسارع المفاجئ.

  4. فقدان قوة المحرك:
    عندما يتلف جوان وش السلندر، يمكن أن يحدث تسريب للضغط بين السلندرات، أو من حجرات الاحتراق، يؤدي هذا التسريب إلى فقدان في ضغط الانضغاط داخل السلندرات، مما يؤثر سلبًا على قوة المحرك وأدائه. قد يلاحظ السائق ضعفًا في تسارع السيارة أو صعوبة في الحفاظ على سرعة ثابتة.

  5. وجود رغوة في زيت المحرك:
    في بعض حالات تلف جوان وش السلندر، يمكن أن يتسرب سائل التبريد إلى حوض زيت المحرك، ويختلط مع الزيت، ينتج عن هذا الاختلاط تكوّن رغوة بيضاء اللون على عصا قياس مستوى الزيت (Dipstick) أو داخل غطاء فتحة تعبئة الزيت (Oil Filler Cap)، وجود هذه الرغوة يُعد مؤشرًا قويًا على تسرب سائل التبريد إلى نظام التزييت.

  6. صوت احتكاك معدني:
    في حالات التلف الشديد لجوان وش السلندر، قد يحدث تلامس مباشر بين وش السلندر وكتلة المحرك، مما يسبب صوت احتكاك معدني عالي أثناء تشغيل المحرك، هذا الصوت ناتج عن احتكاك المعدن بالمعدن، ويمكن سماعه بوضوح عند فتح غطاء المحرك.

من المهم التعامل مع أي من هذه الأعراض بجدية وإجراء فحص شامل للمحرك في أقرب وقت ممكن، يمكن أن يؤدي الإهمال في معالجة تلف جوان وش السلندر إلى مشاكل أكثر خطورة، مثل تشوه وش السلندر أو كتلة المحرك بسبب الحرارة الزائدة، أو تلف محمل عمود المرفق (Crankshaft Bearings) بسبب التلوث في زيت المحرك، لذلك، يُنصح دائمًا بإجراء الصيانة الدورية للمحرك واستبدال جوان وش السلندر عند اللزوم لتجنب المشاكل الأكثر تكلفة وتعقيدًا في المستقبل.

سلندر السيارة: وظيفته وأسباب وأعراض تلفه وطريقة تغييره

كيفية تغيير سلندر السيارة

تغيير سلندر السيارة هو عملية معقدة تتطلب مهارات ميكانيكية متقدمة وأدوات متخصصة، نظرًا لتعقيد هذه المهمة وأهميتها للمحرك، يُنصح بإسنادها إلى ميكانيكي محترف ذي خبرة في هذا المجال، ومع ذلك، إليك نظرة عامة على الخطوات الأساسية لتغيير سلندر السيارة:

  1. الإعداد والتحضير:

  • تأكد من توفر جميع الأدوات والمعدات اللازمة، مثل المفاتيح، والأدوات الخاصة، ورافعة السيارة.
  • اصرف سائل التبريد من نظام التبريد وافصل البطارية لتجنب أي مخاطر كهربائية.
  1. إزالة الأجزاء المحيطة:

  • فك وإزالة الأجزاء المتصلة بالمحرك، مثل غطاء المحرك، وخراطيم السحب والعادم، ووحدة التحكم في المحرك.
  • افصل وصلات الأسلاك الكهربائية والمستشعرات المرتبطة بالمحرك.
  1. فصل وش السلندر:

  • فك مسامير وش السلندر بالترتيب الصحيح باستخدام مفتاح عزم الدوران (Torque Wrench) لضمان فكها بشكل متساوٍ.
  • ارفع وش السلندر بعناية، وانتبه إلى عدم إتلاف أسطح الوش أو الجوانات.
  1. فحص المكونات:

  • افحص حالة المكابس والحلقات والسلندرات بحثًا عن أي تآكل أو تلف.
  • تحقق من استقامة عمود الكامات (Camshaft) وعمود المرفق (Crankshaft).
  1. استبدال السلندر التالف:

  • في حالة وجود سلندر تالف، قم بفكه بعناية باستخدام أدوات الاستخراج المتخصصة.
  • نظف منطقة السلندر من أي بقايا أو رواسب كربونية.
  • ركّب السلندر الجديد مع التأكد من محاذاته بشكل صحيح مع المكابس وعمود المرفق.
  1. تجميع المحرك:

  • ضع الحلقات الجديدة على المكابس وركّبها في السلندرات بعناية.
  • ضع جوان وش السلندر الجديد وتأكد من محاذاته بشكل صحيح.
  • أعد تركيب وش السلندر، وأحكم ربط المسامير بالترتيب والعزم الموصى به من قبل الشركة المصنعة.
  1. إعادة توصيل المكونات:

  • أعد توصيل جميع الخراطيم والأسلاك والمستشعرات التي تمت إزالتها في الخطوات السابقة.
  • ركّب الأجزاء المحيطة بالمحرك، مثل غطاء المحرك ونظام العادم.
  1. إعادة تعبئة السوائل:

  • املأ نظام التبريد بسائل التبريد الجديد بالنسب الموصى بها.
  • تحقق من مستويات زيت المحرك وغيرها من السوائل واملأها حسب الحاجة.
  1. فحص شامل وتشغيل المحرك:

  • أعد توصيل البطارية وقم بفحص شامل للتأكد من عدم وجود أي تسربات أو مشاكل ظاهرة.
  • شغّل المحرك، واستمع بعناية لأي أصوات غير عادية أو اهتزازات.
  • راقب مستويات السوائل ومؤشرات لوحة العدادات للتأكد من عدم وجود أي مشاكل.

من المهم التأكيد على أن تغيير سلندر السيارة هو إجراء معقد وحساس يتطلب معرفة فنية عميقة وأدوات متخصصة، إذا لم تكن لديك الخبرة الكافية في هذا المجال، فمن الأفضل ترك هذه المهمة للمختصين لتجنب إلحاق الضرر بالمحرك أو التسبب في مشاكل أخرى، يمكن أن تساعدك الصيانة الدورية والفحوصات المنتظمة للمحرك في اكتشاف أي مشاكل في السلندرات في وقت مبكر، مما يسمح بمعالجتها قبل أن تتفاقم وتصبح أكثر تكلفة وتعقيدًا.

  • الأسئلة الشائعة

  1. متى يتم تغيير وش السلندر؟
    يتم تغيير وش السلندر عند تلفه أو حدوث تشققات أو تآكل شديد فيه، أو عند فقدان قدرته على منع تسرب الغازات والسوائل.
  2. كيف تعرف ان السيارة جابت وش سلندر؟
    علامات تلف وش السلندر: فقدان قوة المحرك، استهلاك زائد للزيت، دخان أبيض من العادم، تسرب سائل التبريد إلى زيت المحرك.
  3. هل تلف جوان وش السلندر يعيب الموتور؟
    نعم، تلف جوان وش السلندر يمكن أن يسبب مشاكل في المحرك، مثل فقدان الضغط وتسرب السوائل، مما يؤثر على أدائه.
  4. كم سعر وش السلندر؟
    يختلف سعر وش السلندر حسب نوع السيارة والمحرك، ويمكن أن يتراوح من بضع مئات إلى آلاف الدولارات.
  5. ما المقصود بـ4 سلندر؟
    4 سلندر يعني أن المحرك يحتوي على أربعة سلندرات (أسطوانات) تعمل معًا لتوليد القوة.
  6. هل يوجد سيارات 12 سلندر؟
    نعم، هناك سيارات تعتمد على محركات 12 سلندر، وهي عادةً سيارات فاخرة وعالية الأداء.
  7. 800 حصان تعني كام سلندر؟
    سيارة بقوة 800 حصان عادةً ما تعتمد على محرك 8 سلندر أو أكثر، ولكن يمكن الوصول لهذه القوة أيضًا باستخدام شاحن توربيني أو سوبرتشارجر مع عدد أقل من السلندرات.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات