كواترو: اسم يكتسح الطرقات منذ الثمانينيات

في عام 1999 أطلقت شركة الأربع حلقات أول طراز يحمل اسم RS4، وكان متوفر كموديل عام 2000 بنسخة أفانت فقط (ستيشن)، وكان مزودً بمحرك V6 سعة 2.7 لتر يولد قوة 375 حصان مرتبط بصندوق سرعات يدوي من نسب. استمرت أودي بإنتاجه حتى عام 2001، وباعت منه 6,030 سيارة.

وبعد انقطاع دام عدة سنوات، تعود أودي لتطلق الجيل الجديد منه عام 2005، والذي أصبح يتوفر بنسخ سيدان ومكشوفة وأفانت، وأصبح مزودً بمحرك أكبر وأقوى مكون من 8 اسطوانات بسعة 4.2 لتر يعمل بالتناغم مع صندوق سرعات يدوي من 6 نسب. لكنه هو الآخر لم يرى النور سوى لعامين فقط، ففي الـ2008 أوقفت أودي إنتاجه بعد أن صنعت حوالي الـ10,000 سيارة منه وهو عدد جيد لفئة سيارات من هذا النوع.
أما الآن فحان دور تجربة قيادتنا لبطلتنا الرياضية RS4 الجديدة كلياً، والتي كشفت عنها أودي النقاب لأول مرة عام 2012 كموديل 2013 وبنسخة أفانت فقط.

تتميز RS4 2013 عن A4 أفانت 2013 الأساسية بأقواس العجلات الرياضية البارزة، وشبك التهوية الأمامي الأحادي الذي يشبه خلايا النحل، والمتصل بالصادم الهجومي الرياضي، ومن الخلف فهي تتميز بالصادم العريض المزين بموزع هواء سفلي ومخرجي عادم بيضاويين كبيرين، واللذين يزيدان من طابع RS4 أفانت الرياضي، ولن ننسى طبعاً الإطارات الجميلة قياس 19 أو20 إنش.

ننتقل الآن للمقصورة الداخلية، والتي لاتقل رياضية عن التصميم الخارجي، فقد زودت RS4 أفانت بمقاعد S الحاضنة والتي تؤمن تماسك أكبر للسائق والركاب، متوفرة بعدة خيارات من الجلود، كجلد الكانتارا الأسود وجلد النابا المتوفر باللونين الأسود والفضي. وتتمتع RS4 أفانت بعجلة قيادة رياضية من الجلد متعددة الوظائف مزينة بشعار RS4 وشاشة كبيرة لعرض الأنظمة الترفيهية والمعلوماتية، يتم التحكم بها من خلال الأداة الموجودة خلف مقبض ناقل السرعات. كما وحظيت هذه السيارة ببعض من اللمسات المصنوعة من مادة ألياف الكربون (كاربون فايبر) كالكونسول الوسطي والأبواب.
زودت سيارة RS4 أفانت بمحرك V8 سعة 4.2 لتر يولد قوة 450 حصاناً و430 نيوتن/متر من عزم الدوران، يعمل بالتناسق مع صندوق سرعات شبه أوتوماتيكي S Tronic من 7 نسب، يمكنها أن تتسارع من 0 إلى 100 كلم/س بـ4.7 ثواني وبلوغ سرعة قصوى تصل إلى 250 كلم/س محددة إليكترونياً، يمكن رفعها إلى 280 كلم/س كطلب اختياري.
وبالنسبة لاستهلاك وقود هذه السيارة الرياضية العائلية، فهو 14,6 لتر لكل 100 كلم داخل المدينة، و8,5 لترات لكل 100 كلم على الطرقات السريعة و10,7 لتر لكل 100 كلم كمتوسط بين المدينة والطرق السريعة.
وبما أنها سيارة عائلية كما ذكرنا، فيجب أن تكون مساحة التخزين فيها كبيرة، حيث يتسع صندوق الأمتعة الخلفي إلى 490 لتر، ويصل إلى 1430 لتر عند طي المقاعد الخلفية، وهي مساحة تخزين تعد جيداً جداً بالنسبة لسيارة بهذا الحجم.
ولن ننسى عوامل السلامة والأمان والتي تولي لها أودي كل الإهتمام، فقد زود هذا الصانع الألماني سيارة RS4 أفانت بنظام التحكم بالثبات، ونظام التحكم بتماسك العجلات، ونظام مثبت السرعة المتكيف، ونظام المحافظة على خط السير، بالإضافة إلى نظام المساعدة الجانبية للسيارات المحيطة أو البقعة العمياء، ووسائد هواء أمامية وجانبية في الأمام والخلف.

وبعد أن انتهيت من تجربة قيادة RS4 أفانت، وأعدتها إلى الوكيل، كانت في إحدى زوايا صالة العرض سيارة كان لها فضل كبير لما وصلت إليه أودي الآن، سيارة تعد الشقيقة الكبرى لـRS4. سيارة لابد أن أحدثكم عنها الآن.
ففي يوم من الأيام عندما كنت صغيراً، شاهدت صورة في إحدى المجلات لسيارة كانت تحلق في سماء جولة من جولات بطولة العالم للراليات، وكان الغبار من خلفها يملأ المكان وكأن طائرة هليكوبتر تهبط على الرمال. كانت الصورة رائعة لدرجة أنني قلت لنفسي وقتها وأنا مبتسم: "لابد من أن تكون هذه السيارة واحدة من أعظم السيارات في العالم".

ومع مرور الوقت ومع توفر سبل البحث، تبين لي أن هذه السيارة التي لم تمحى من ذاكرتي كانت أودي كواترو الرائعة، وتبين لي أيضاً أنها بالفعل من أعظم السيارات في العالم. سأقول لكم لماذا.
في عام 1980 أطلقت شركة أودي العريقة طراز كواترو ويعني بالإيطالية رقم 4، الذي يعد أول طراز ذو دفع رباعي لدى هذا الصانع الألماني العريق، وأول طراز في العالم بدفع رباعي للعجلات يشارك في بطولة العالم للراليات.
وتم تزويد سيارة كواترو التي تم تصنيعها منذ عام 1980 وحتى عام 1991 بعدة محركات، أولها كان مكون من 5 اسطوانات بشاحن توربيني (تيربو) سعة 2.1 لتر، بقوة 197 حصاناً و285 نيوتن/متر من عزم الدوران، وكان يمكنها من التسارع من 0 إلى 100 كلم/س بـ7.1 ثانية والوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 220 كلم/س، واستمر إنتاجه حتى عام 1987.

وفي نفس العام تم تعديله ليصبح بسعة 2.2 لتر لكن دون تغيير يذكر على القوة الحصانية، إلا أنه تميز بقدرة وعزم دوران أكبر، واستمر إنتاجه حتى عام 1989.
أما المحرك الأخير فقد بقي بسعة 2.2 لتر لكنه بات يتمتع بـ20 صماماً بدل من 10، وبقوة 217 حصان، وأصبح بإمكانه الوصول بكواترو إلى سرعة قصوى تبلغ 230 كلم/س.
وفي الفترة ما بين عام 1980 و1991 صنعت أودي 11,452 سيارة من طراز كواترو وتم بيعها حول العالم.
وما يميز هذه السيارة أيضاً هو إنجازاتها التي شهد لها التاريخ على ساحة بطولة العالم لسباقات الراليات، حيث فازت بقيادة عدد كبير من السائقين ببطولتي عالم عامي 1982 و1984، وحلت بالمركز الثاني عامي 1983 و1985.
كما وسجلت 23 فوز على ساحة الراليات خلال فترة مشاركتها القصيرة الممتدة من عام 1981 وحتى 1985.
أخيراً وليس آخراً أود القول بأن اسم كواترو هو اسم له رونقه الخاص، اسم يكتسح الطرقات منذ الثمانينيات، اسم يجعل من القيادة على الطرقات غير المعبدة، وفي أثناء الظروف الجوية القاسية تجربة ممتعة تتمنى أن لا تنتهي. عصام الدراوشة

المنافس الرئيسي

مرسيدس بنز C63 AMG إستيت
سعة محرك أكبر وعدد أحصنة أكثر لكن بدفع خلفي للعجلات

الحكم النهائي

بعد قيادتها لفترة قصيرة ستنسى أنك في سيارة ستيشن عائلية، وستعتقد أنك بداخل سيارة هاتشباك رياضية (هوت هاش).
مع أن شكلها أقل عدائية وهجومية من منافساتها، إلا أن قيادتها ممتعة، واستجابتها سريعة.