لكزس LX 570

لا تكتفي LX 570 بما يحمله إسم لكزس من ترف مطلق، بل تضيف اليه فعالية تشغيلية في مختلف ظروف القيادة. وعلى الرغم من أنه مقتنع بذلك إلا أن حسان بشور يريد التأكد من أن LX 570 تستحق ثمنها المرتفع

منذ أن قدمت لكزس سيارتها LX، كنت على قناعة تامة أن شراء هذه السيارة يشكل ضرباً من الجنون. فهي ليست إلا فئة مترفة وغالية الثمن من إبنة عمها تويوتا لاندكروزر التي تتمتع بنفس الخطوط التصميمية الخاصة بـ LX ولكن مع بعض الفوارق والتفاصيل التصميمية. وعلى الرغم من أن LX تنفرد بعدد كبير من التجهيزات والإضافات التي يتوفر البعض منها إضافياً لـ لاندكروزر، إلا أن فارق السعر الكبير بين السيارتين لا يبرر إختيار LX، خصوصاً أن السيارتان تتشاركان بعدد هائل من المكونات ومنها القاعدة والهيكل و.. ولكن ما أن قدت الجيل الجديد من LX 570 حتى شعرت أن هذه السيارة تستحق الثمن المرتفع الذي تطلبه لكزس مقابلها والذي يبدأ من حوالي 92600 دولار أميركي.

ففي البداية، لا يمكن ولا بأي شكل من الأشكال ولأي كان أن يتغاضى عن عنصرين تنفرد بهما LX وهما الشعور الذي تولده في نفس سائقها والسكون الهائل الذي تتحلى به مقصورتها التي تشعرك أنك معزول عن العالم الخارجي. فهي على غرار كل سيارات لكزس تتميز بعملية عزل صوتي متفوقة جداً طاولت كل ما فيها بدءاً من أرضيتها ومروراً بجوانبها ووصولاً الى سقفها ولتتحول مقصورتها الى مكان هادئ وساكن حتى عند قيادة LX على الطرقات السريعة وبسرعات تراوح في حدود 140 كلم/س.

أما على صعيد الشعور الذي تولده هذه السيارة، فهو يتمثل بنوع من الرقي والتميز ذلك أن LX يتمتع بالدرجة الأولى بحضور لافت على الطريق ويشعر سائقه وركابه بأنهم محط أنظار من يتواجد في السيارات الأخرى وبالأخص تلك التي تنتمي الى قطاع سيارات الـ SUV والكروس أوفر على أنواعها. فـ LX الذي يحقق رواجاً منقطع النظير في دول الخليج العربي عموماً وفي الإمارات العربية المتحدة على وجه التحديد، يعتبر بمثابة سيارة  «أيقونية» تعكس طابعاً راقياً عن مالكها.

ولكن ما الذي فعلته لكزس لتمييز LX عن لاندكروزر؟

من الخارج وعلى الرغم من التشابه العام بين السيارتين، إلا أن LX نال شبك التهوئة الأمامي ذو الزوايا الوسطية الحادة والذي بات من المعالم التصميمية لسيارات لكزس الجديدة والمستقبلية. كذلك نال LX مصابيح أمامية من فئة زينون المزدوجة مع مصابيح نهارية تعمل بتقنية LED. أما الصادم الأمامي الذي يتداخل الشبك الأمامي في وسطه إمتداداً الى قسمه الأسفل، فيتميز بفتحات جانبية تحتوي على مصابيح للضباب وبزوايا متعددة توفر له طابعاً هجومياً. أما في الخلف، فقد إنحصر التعديل بالصادم الجديد والمصابيح التي ياتت تتألف من مجموعة من مصابيح LED التي تمت تغطيتها بزجاج بلاستيكي أحمر وأبيض.

أما في الداخل وفي سياق تعزيز روح التميز التي يتمتع بها LX والمقارنة هنا تستمر مع لاندكروزر، لم تكتفي لكزس بعملية العزل الصوتي، بل قامت بإعادة تصميم لوحة القيادة التي لا تزال تتشابه مع لوحة لاندكروزر لجهة خطوطها العامة فقط، في وقت تمت إعادة رسم معظم تفاصيلها. فتجويف العدادات يحتوي على عدادين كبيرين للسرعة ودوران المحرك مع أربعة عدادات أخرى صغيرة الحجم يتوسطها شاشة رقمية توفر مجموعة من المعلومات التي يمكن التحكم بنوعيتها. أما الكونسول الوسطي الذي يحيط بأعلاه فتحتا تهوئة، فيبدأ بشاشة وسطية كبيرة تعمل باللمس وتوفر معلومات منوعة منها ما يشمل خرائط جهاز الملاحة ومنها ما يعرض معلومات حول النظام الموسيقي وجهاز التكييف ولتتحول هذه الشاشة الى شاشة عرض لصور الكاميرات المحيطية التي توفرها لكزس لسيارتها هذه. ويتميز الكونسول الوسطي بعدد كبير من مفاتيح التشغيل التي قد تتطلب من السائق بعض الوقت للتأقلم مع وظيفة كل منها مع العلم أن لكزس عوضت ذلك من خلال المقود المتعدد المهام والذي زود بمجموعة من مفاتيح التشغيل الخاصة بأكثر أجهزة السيارة إستعمالاً أثناء القيادة. أما أرضية الكونسول الوسطي حيث يتواجد مقبض علبة التروس، فقد نالت أربعة مفاتيح يذكر تصميمها بتصميم مفاتيح الدفع الرباعي في الجيل الأول من بورشه كايين. وتتحكم هذه المفاتيح بنظام الدفع الرباعي وجهاز تسلق المنحدرات وخلوص السيارة (إرتفاعها عن الأرض) وبرنامج التعليق.

وهنا، قامت لكزس بتلبيس وتبطين كل ما في المقصورة بالجلود الفاخرة ومقاطع الألومنيوم المصقول ومساحات الخشب اللماع وهذا ما أضفى على اللوحة مستويات ترف متقدمة جداً لا يمكن للمرء إلا أن يشعر بها سواء كان ذلك عند النظر الى اللوحة أو عند ملامسة أي من مكوناتها. ولا تقف مستويات الترف عند لوحة القيادة، بل تشمل المقاعد التي تم تبطينها بالجلود الفاخرة والتي يمكن التحكم بوضعياتها كهربائياً لتوفير أفضل وضعية جلوس ممكنة. وفي هذا الإطار، لا بد من الإشارة الى وضعية القيادة التي يمكن تعديلها لتناسب كل القامات والأحجام، خصوصاً في ظل إمكانية تعديل وضعية المقود أفقياً وعمودياً.

ومن ناحية أخرى، تتحلى المقصورة برحابة عالية في الأمام والوسط والخلف يعود السبب فيها الى إعتماد LX على قاعدة عجلات يصل طولها الى 285 سم نتج عنها سيارة كبيرة الحجم تتمتع بـ 500,5 و197 و192 سم لكل من طولها وعرضها وإرتفاعها. وهنا، قام مهندسو لكزس بتوزيع مكونات السيارة على قاعدتها بشكل ذكي نتج عنه مساحات داخلية أكثر من كريمة في الأمام والوسط حيث يمكن لخمسة ركاب من أصحاب القامات الطويلة والأحجام الكبيرة أن ينتقلوا براحة تامة حتى ولو إمتد السفر بـ LX لمسافات طويلة. أما صف المقاعد الثالث الذي يتم طيه كهربائياً في جانبي مقصورة التحميل الخلفية الأيمن والأيسر، فيتميز براحة جلوس عالية ولكن المساحات الداخلية المحيطة به متدنية نسبياً كما هو الحال في كل السيارات الرياضية المتعددة الإستعمال المزودة بثلاثة صفوف من المقاعد.

وقبل الإنتقال من الداخل، لا بد من الإشارة الى أن LX 570 يتوفر مع عدد كبير من التجهيزات القياسية التي تشمل نظام فتح السيارة وتشغيل المحرك عن بعد من دون مفتاح، جهاز ملاحة يمكنه لعب دور جهاز DVD، شاشتي DVD خلفيتين مثبتتين خلف مساند الرأس الأمامية، فتحة سقف كهربائية، باب خلفي علوي كهربائي لمقصورة التحميل (القسم السفلي من الباب يعمل يدوياً) جهاز بلوتوث، مكيف هواء أمامي وخلفي إلكتروني، نظام موسيقي من مارك ليفينسن مع قارئ CD وDVD وقوابس لوصل أجهزة الموسيقى الخارجية الرقمية، مصابيح أمامية بقدرة تعديل أوتوماتيكية لمساحات إنارتها الأمامية مع نظام إنارة جانبية يتم تفعيله تلقائياً عند لف المقود، جهاز تحكم نشط بالسرعة مع رادار أمامي للتحكم بالمسافة بين LX 570 والسيارة التي تسير أمامها، مجموعة كاميرات أمامية وجانبية وخلفية، تعليق بثلاثة برامج عمل، أكياس هواء أمامية وجانبية وغيرها من التجهيزات الخاصة بزيادة الترف والعملانية والأمامية.

على الصعيد الميكانيكي، تندفع LX 570 بمحرك من 8 أسطوانات على شكل V بسعة 5,7 ليتر يتميز بقدرته على توفير 362 حصان عند 5600 دورة في الدقيقة يرافقها 529,6 نيوتن متر من عزم الدوران الذي تتوفر حدوده القصوى عند مستوى 3200 دورة في الدقيقة. ومع هذا الكم الكبير من عزم الدوران، يمكن لأقل السائقين خبرة أن يشعر بليونة المحرك حتى عند مستوى دوران منخفض للمحرك الذي تم ربطه الى علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب يمكن التحكم بنقل نسبها يدوياً من خلال مقبض علبة التروس في الكونسول الوسطي أو عبر العتلات التي وضعتها لكزس خلف المقود. وتتسم علبة التروس في حال إعتماد التبديل اليدوي بسرعة تجاوب معتدلة الى جيدة وتعمل على نقل النسب بنعومة وسلاسة بالغة بإتجاه العجلات الأربع وعبر علبة تحويل يتم التحكم بها من خلال مفتاح في الكونسول الوسطي يمكن عبره إختيار الدفع الرباعي البطئ أو السريع. أما عند إعتماد التبديل الأوتوماتيكي وفي حالات القيادة العادية (الأكثر شيوعاً)، فتعمل علبة التروس بنعومة عالية جداً وبحيث يكاد السائق لا يشعر بعمليات التبديل.

خلال القيادة على الطرقات السريعة وفي المدينة، لن يتمكن سائق LX 570 من إغفال مدى الهدوء التشغيلي للمحرك الذي جرى تزويده بكل ما يلزم لزيادة صمته ولدرجة يمكننا القول أنه من أكثر محركات السيارات الرياضية المتعددة الإستعمال نعومةً وصمتاً. وهنا يلعب التعليق دوراً فعالاً، خصوصاً أنه يعتمد مبدأ الشعب المزدوجة في الأمام مقابل المحور الإلتوائي ذو الوصلات الرباعية في الخلف. وهنا، زودت لكزس هذا التعليق بماصات صدمات نشطة يمكن التحكم بنبضها من خلال مفتاح في الكونسول الوسطي يعمل وفق معايير محددة مسبقاً. وتضم برامج عمل التعليق هذه برنامجاً يركز على الراحة وآخراً يرفع قساوة التعليق الى المستوى الرياضي مع العلم أننا شعرنا أنه ليس قاسياً بما فيه الكفاية ليستحق تسمية رياضي. أما البرنامج الثالث، فيأخذ لنفسه مكاناً بين المريح والرياضي. ومع برنامج الراحة، يقوم التعليق بإمتصاص تموجات الطريق بطريقة فعالة جداً توحي لمن يقود LX 570 أنه خلف مقود سيارة من فئة السيدان المريحة. أما الناحية السلبية لهذا البرنامج، فتظهر في الطرقات المليئة بالمنعطفات التي تبدأ خلالها ميلانات الهيكل بالظهور. وعند الإنتقال الى البرنامج الرياضي، تتبدل المعطيات إذ تغيب إنحناءات الهيكل ويصبح الشعور بتموجات الطريق أعلى بسبب إزدياد قساوة التعليق. وعلى الرغم من أننا تمنينا لو كان البرنامج الرياضي يرفع القساوة أكثر، إلا أن مستويات تماسك LX في معظم ظروف القيادة جيد وبالأخص تحت تأثير الكبح المفاجئ.

وعلى صعيد آخر وعلى الرغم من أن تجربتنا لـ LX 570 لم تشمل الطرقات الصحراوية، إلا أنه سبق لنا أن قمنا بهذا النوع من التجربة مع إبن العم لاندكروزر. حينها كان تعليقنا السلبي الوحيد محصوراً بنقص القوة ذلك أننا كنا نقود لاندكروزر المزود بمحرك V6. وهذا إن دل على شئ، فهو يشير الى أن LX 570 لا بد من أن يقوم بمهمته كاملة علي المسالك الوعرة والصحراوية، خصوصاً أنه مزود بدفع رباعي مستمر، علبة تحويل بين الدفع السريع والبطئ، خلوص قابل للتعديل، جهاز للتحكم بتسلق الدروب الوعرة المتجهة صعوداً، جهاز للتحكم بنزول المنحدرات، جهاز لمنع تحرك LX عند الإنطلاق في طريق قاسية تتجه صعوداً وجهاز المساعدة في الإلتفاف الذي يقوم بكبح الإطار الخلفي الداخلي في المنعطفات الضيقة والذي يؤدي الى إنزلاق القسم الخلفي من LX بنفس إتجاه المنعطف مصغراً بذلك دائرة إلتفافه.

أخيراً، يمكن القول أن LX 570 يستحق الهرج والمرج الذي يسببه في الأسواق كونه يتحلى بما كل ما يتوقعه المرء من سيارة تحمل شعار لكزس وليبقى المأخذ الوحيد عليه متمثلاً بسعره المرتفع نسبياً مقارنةً بالسيارات المنافسة ولكن هذا هو واقع كل السيارات المميزة حيث لا يدفع المستهلك ثمنها وحسب، بل ثمن إسمها.

«قامت لكزس بتلبيس وتبطين كل ما في المقصورة بالجلود الفاخرة ومقاطع الألومنيوم المصقول ومساحات الخشب اللماع»

«خلال القيادة على الطرقات السريعة وفي المدينة، لن يتمكن سائق LX 570 من إغفال مدى الهدوء التشغيلي للمحرك الذي جرى تزويده بكل ما يلزم لزيادة صمته»

المواصفات

لكزس LX 570

5,7 ليتر – V8 ـ دفع رباعي ـ 362 حصان – 529,6 نيوتن متر – 23 ليتر لكل 100 كلم - 350 غرام Co2/كلم - من صفر الى 100 كلم/س في 7,5 ثانية - السرعة القصوى: 225 كلم/س - 2721 كلغ

سيارة مثالية للإستعمال على الطرقات المعبدة وخارجها. تتمتع بمستويات ترف قل مثيلها في هذه الفئة ولكن سعرها مرتفع مقارنة بالمنافسة