ما يحدث لجسمك عندما تكون محاصراً في سيارة ساخنة في الصيف

ارتفاع درجات الحرارة الشديد في الصيف بسبب تغير المناخ، يجعل السيارات بمثابة صفيح ساخن يؤثر على الجسم دون أن ندري، وهو ما يطرح تساؤلاً حول ما يحدث لجسمك عندما تكون محاصراً في سيارة ساخنة في الصيف.

خلال أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، بدأت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في إجراء سلسلة من الاختبارات لمعرفة حدود جسم الإنسان في ظل عدد من الظروف القاسية - أحدها كان الحرارة المرتفعة. وشملت وضع رواد الفضاء في غرفة مغلقة ورفع درجة الحرارة.

على الرغم من أن الاستجابات الفردية للحرارة الشديدة ستختلف، عند درجة حرارة هواء تزيد عن 44 درجة مئوية في بيئة ذات رطوبة عالية.

تعد درجة حرارة النهار التي تزيد عن 44 درجة مئوية أمراً شائعاً في العديد من الدول، حتى تلك التي كانت في الماضي ذات درجات حرارة معتدلة بسبب تغير المناخ والاحتباس الحراري.

ومع هذا هناك بيئة واحدة ندخلها كل يوم تقريباً والتي يمكن أن تخلق الظروف الدقيقة المطلوبة لارتفاع الحرارة القاتل. إنه الجزء الداخلي للسيارات – لتبدو مثل كبسولة معدنية مغلقة خالية من الهواء مسؤولة عن العديد من الوفيات المأساوية من ضربة الشمس.

ما يحدث لجسمك عندما تكون محاصراً في سيارة ساخنة في الصيف

عندما يكون الفارق بين درجة حرارة الهواء المحيط ودرجة حرارة الجسم الطبيعية بعيداً جداً عن التوازن، يتفاعل جسمك بمحاولة خفض درجة حرارتك.

أحد الطرق التي يتم بها القيام بذلك هي إطلاق العرق، ولكن داخل السيارة الساخنة يوجد القليل جداً من الهواء أو لا يوجد هواء دائري لجعل العرق وسيلة فعالة لتبريد الجسم.

يقول بلايز ريغو، مدير منطقة عمليات وإسعاف متروبوليتان سانت جون في أستراليا: "مع المركبات، لا تكون درجة الحرارة الخارجية دائماً مقياساً جيداً لما يحدث داخل السيارة، في غضون دقائق، يمكن أن ترتفع درجة الحرارة داخل السيارة المقفلة بشكل كبير."

يوضح ريغو أنه بالنسبة لشخص محاصر في سيارة ساخنة، قد تتفاقم آثار ضربة الشمس، سيستمر الجسم في التعرق حتى يصاب بالجفاف الشديد ولا يمكنه استخدام هذا النظام لتبريد نفسه.

بينما في المرحلة المبكرة من ضربة الشمس، قد ترى شخصاً يتعرق، حيث تزداد حالته سوءاً، قد لا ترى أي تعرق على الإطلاق لأن الجسم قد تجاوز تلك المرحلة. قد يكون الجلد جافاً وساخناً، سيبدون ضعفاء ويمكن أن ينهار السائقون أو يفقدون الوعي.

في المرحلة الأخيرة من ضربة الشمس، سيبدأ الجهاز العصبي المركزي في الخلل، وستبدأ الأعضاء بالفشل وسيتورم عقلك، مما يؤدي في النهاية إلى الغيبوبة والموت. إنها بلا شك طريقة مروعة للموت.

ارتفاع درجات الحرارة داخل السيارات

في غضون الدقائق الخمس الأولى من إغلاق أبواب سيارتك، سترتفع درجة الحرارة داخل المقصورة بنسبة تصل إلى 75%.

في يوم صيفي معتدل نسبياً 30 درجة مئوية، يمكن أن ترتفع درجة الحرارة داخل سيارة متوقفة في الشمس إلى ما بين 30 و 40 درجة مئوية أعلى من الهواء الخارجي - وهي درجة حرارة داخلية تزيد عن 60 درجة مئوية.

في يوم 40 درجة مئوية، تكون الظروف داخل سيارتك شديدة لدرجة أن الشخص البالغ المحاصر بالداخل لن يعيش لفترة طويلة.

ولكن بالنسبة للطفل، الذي يكون أكثر عرضة للإجهاد الحراري، قد يحدث ارتفاع الحرارة والموت في فترة زمنية أقصر.

حتى في درجة حرارة الهواء الخارجية المنخفضة التي تبلغ 30 درجة مئوية، حيث قد يجد الشخص البالغ درجة الحرارة داخل سيارة متوقفة في الشمس غير مريحة، قد تكون قاتلة بالنسبة للطفل أو الطفل الصغير.

يقول ريغو: "تختلف المدة التي يستغرقونها اعتماداً على العديد من الأشياء، بما في ذلك درجة الحرارة في السيارة وكمية السوائل التي تناولوها سابقاً، من الصعب حقاً معرفة مدى السرعة، ولكن الأطفال بشكل خاص سيتدهورون بسرعة كبيرة.

وتابع: "لا يمكن للطفل تنظيم درجة حرارة جسمه بشكل فعال مثل البالغين، لذلك سيختبرون الأعراض أسرع بكثير من البالغين."

قد لا يظهر الطفل أو الرضيع أيضاً علامات خارجية على الضيق حتى لو تعرضوا للخطر بسبب الحرارة، مما يعني أن ضربة الشمس عند الطفل قد لا يتم اكتشافها في البداية.

لا يكفي ترك نافذة مفتوحة قليلاً في سيارتك. وجدت الأبحاث الجامعية التي أجريت في واشنطن أنه حتى مع فتح النافذة بمقدار 2.5 سم للسماح ببعض تدفق الهواء، فإن درجة الحرارة الداخلية للسيارة المتوقفة ستنخفض فقط بنحو 3 درجات مئوية - وهي ليست كافية لتكون آمنة في يوم حار أو حتى دافئ. .

خطورة البقاء داخل سيارات ساخنة

في بعض الأحيان يمكن أن يكون خطأ في الحكم من جانب أحد الوالدين أو الوصي الذي يقرر ترك طفل أو حيوان أليف دون مراقبة في السيارة أثناء اندفاعه إلى متجر.

RAC Roadside Assistance تنقذ كل عام في المتوسط، 640 طفلاً وحيواناً أليفاً من تم تركهم داخل سيارات ساخنة.

كيفية علاج ارتفاع الحرارة داخل السيارات

من المهم لأي شخص عالق داخل سيارة ساخنة قبل وصول المساعدة، محاولة الحصول على الماء إذا كان قادراً على تناوله.

بأخذ رشفات صغيرة بانتظام. ثم الخروج من المنطقة الساخنة إلى مكان بارد ومظلل وإزالة أي ملابس زائدة.

أيضاً في حال وجود منشفة يتم تبليلها دون تبريدها بسرعة كبيرة أو وضع الثلج عليها. حتى لا يصاب الجسم بصدمة ثم بدء تبريد جسم المصاب.

إذا بدأوا في الارتعاش لأنك حاولت تبريدهم بسرعة كبيرة، فسيستهلك الجسم طاقة إضافية للقيام بذلك.