مازدا CX-5 خيار العائلة الصغيرة

إذا كنت تريد سيارة مدمجة تتحلى بعملانية سيارات الكروس أوفر على أن يكون إستهلاكها منخفضاً وإصداراتها متدنية، عليك بـ مازدا CX-5
 

كانت مازدا تمتلك سيارة SUV تحمل تسمية تريبيوت كانت تبنيها في ظل التعاون والشراكات مع فورد الأميركية، على قواعد الأجيال السابقة من فورد إسكايب. وعلى الرغم من أن تريبيوت لم تكن تصدر الى منطقة الشرق الأوسط وتحديداً الى دول الخليج العربي، إلا أن هذه السيارة حققت مبيعات جيدة في بلاد العم سام وفي الجزيرة اليابانية كونها كانت تتميز بعملانية إستعمال متقدمة ومساحات داخلية رحبة تختفي تحت هيكل صندوقي قديم العهد. أما اليوم وفي ظل عملية تجديد مجموعة طرازات مازدا، كان القرار بتغييب تريبيوت وإطلاق بديل جديد كلياً لها حمل تسمية CX-5 معتمداً على كل المزايا الفريدة التي باتت سيارات مازدا تتبناها خلال السنوات القليلة الأخيرة، سواء كان ذلك لجهة مبدأ زوم زوم لتعزيز متعة القيادة، أو لناحية مفهوم سكاي آكتيف الذي يركز على الأوزان الخفيفة والمحركات المميزة بمستويات إستهلاك وإصدارات متدنية ولكن من خلال سيارة تنتمي الى قطاع سيارات الكروس أوفر المدمجة التي تحقق مبيعات متقدمة في معظم الأسواق العالمية.

ولكن قبل الدخول في ذلك، دعونا نتوقف قليلاً عند مقصورة CX-5 تاركين تصميمها الخارجي للصور المرفقة. فبمجرد الدخول الى مقصورة هذه السيارة، يلاحظ المرء أن التصميم مباشر وجيد، خصوصاً أن مازدا وعلى الرغم من إستعمالها للكثير من المواد البلاستيكية، تركز على الجودة التصنيعية والملمس الناعم الذي يطاول المقاعد التي توفر الأمامية منها تثبيتاً معتدلاً للأجسام تم تعزيزه في الأمام والخلف براحة جلوس تزيد عن المعدل. وترتفع مستويات الراحة وبالأخص في الخلف، بفضل المساحات الداخلية المخصصة للأرجل والتي يمكن القول أنها رحبة تماماً كما هو الحال في الأمام، حيث تم التركيز على عملانية وسهولة إستعمال مكونات لوحة القيادة التي يمكن قراءة تجويف عداداها بسهولة بالغة والتي يمكن الوصول الى مفاتيح تشغيل مختلف أجهزتها بيسر كونها تقع جميعها وبالأخص تلك التي يتم إستعمالها بشكل مكرر، في متناول اليد التي يمكنها أن تصل بسهولة أيضاً الى حاملات الأكواب والقوارير الصغيرة وأماكن التوضيب المنتشرة في كل أنحاء المقصورة.

وفي القسم الخلفي من المقصورة الذي يستوعب راكبين من الحجم الكبير يمكن لعددهما أن يرتفع الى ثلاثة ولكن على حساب المساحات المخصصة للأكتاف، إعتمدت مازدا على مقعد أحادي يخفي خلفه صندوق أمتعة بسعة 966 ليتراً يمكن زيادتها الى 1835 ليتر في حال طي ظهر المقعد الخلفي الذي سيتطلب منك أن تقرّب المقعدين الأماميين الى الأمام أو تنزع مساند الرأس عن المقعد الخلفي لتحصل على أرضية تحميل أفقية كلياً. وتتميز مساحة التحميل الخلفية بمستواها المنخفض لسيارة كروس أوفر وحافة تحميلها العريضة والمنخفضة التي تحول عمليتي التحميل والتفريغ الى عمليتين سهلتين.

وبالعودة الى مفهومي زوم زوم وسكاي آكتيف ومع وزنها البالغ 1455 كلغ والذي يعود جزء كبير من السبب فيه الى الإستعمال المكثف للحديد الصلب، يمكن القول أن CX-5 خفيفة الوزن نسبياً وهذا ما يمكن كل من يقودها من الإحساس بذلك، سواء كان ينتقل على متنها على طرقات سريعة أو في المدينة، الأمر الذي يشعر سائقها بأنها سيارة حيوية وذلك على الرغم من أن محرك هذه السيارة يشعرك دوماً أنه بحاجة مستمرة الى رفع مستويات دورانه للإحساس بتأديته وهذا ما قد لا يحبه بعض السائقين الجدد البعيدين عن طرازات مازدا وبالأخص CX-5 التي تندفع بمحرك ذو سحب عادي بسعة 2 ليتر موزعة على 4 أسطوانات متتالية. 

ويعمل هذا المحرك الذي تبلغ نسبة ضغطه 13:1، بالتعاون مع جهاز بخاخ مباشر وجهاز للتحكم بتوقيت عمل الصمامات على توفير قوة 155 حصاناً يتم إستخراجها عند مستوى 6000 دورة في الدقيقة تترافق مع 200 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراج حدوده القصوى عند إيصال المحرك الى مستوى 4000 دورة في الدقيقة. وتنتقل قوى هذا المحرك عبر علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب الى عجلتي المحور الأمامي خلال ظروف القيادة العادية وليبدأ تحويل قوة الدفع بإتجاه عجلتي المحور الخلفي بمجرد أن تبدأ العجلتان الأماميتان بفقدان تماسكهما.
وهنا قد يشعر البعض أن CX-5 بحاجة الى المزيد من القوة وهذا ما أحسسنا به عند بداية التجربة التي إستمرت لأربعة أيام. ولكن عندما يعلم المرء أن المبدأ الذي تعتمده CX-5 يتمثل بتوفير سيارة كروس أوفر مدمجة تراعي عمليات الإستهلاك المتدني والإصدارات المنخفضة، يبدأ بالنظر الى هذه السيارة من وجهة نظر مختلفة كلياً، خصوصاً أنها تتوجه الى شريحة من المستهلكين الجدد اللذين يريدون كروس أوفر مدمجة وعملانية عالية ذات تكاليف تشغيلية متدنية يمكن معها المساهمة في مراعاة البيئة وهذا هو السبب الحقيقي خلف إعتقاد البعض أن المحرك بحاجة الى مزيد من القوة، في وقت يعود السبب الأساسي في هذا الإحساس الى علبة التروس التي تم تزويدها بمعايير عمل تجعلها تبدأ بنقل النسب صعوداً بمجرد بدء دوران الإطارات بهدف الإبقاء على دوران منخفض للمحرك وبالتالي التحكم بمدى إستهلاك هذا المحرك من الوقود والذي راوح خلال أيام التجربة الأربعة في حدود 7,6 ليتر لكل 100 كلم من القيادة المختلفة التي شملت القيادة في المدينة وعلى الطرقات السريعة ومع العلم أن مكيف الهواء كان في حالة عمل طيلة الوقت.

ومع ذلك، يكفي لمن يريد أن يستخرج متعة القيادة أن يبقي المحرك في مستويات دوران تراوح في حدود 4000 دورة في الدقيقة وسيشعر حينها أن ما تدعي مازدا وجوده من متعة موجود فعلاً. فعندها، تشعرك CX-5 أنها خفيفة وسريعة وبالأخص في المنعطفات حيث تستدير بسرعة وثبات طالما أنت تقودها ضمن حدودها. أما عندما تذهب بها الى بعد أعلى، فستؤكد لك أجهزة التعليق التي زودت بمعايير عمل مدينية تهدف الي زيادة مستويات راحة الإنتقال، أنك ستتعرض للإنزلاقات وبالأخص الأمامية منها. ومع ذلك، لا تتوقف هذه السيارة عن التأكيد بأنها صلبة يساعدها في ذلك جهاز مكابح جيد يمكنه إيقافها من سرعة 100 كلم/س خلال مسافة تبلغ 39,3 أمتار.
أما من الخارج، فتسير CX-5 في النهج التصميمي الجديد المعتمد لسيارات مازدا وبالأخص في الأمام حيث تبرز فتحة التهوئة الوسطية الكبيرة التي تتوسط المصباحين الأماميين وتصل الى أسفل الصادم الأمامي المدمج بالهيكل. أما في الجوانب، فتعتمد هذه السيارة علي خطوط تقليدية حاولت مازدا كسرها من خلال تصميم النافذة الجانبية الخلفية التي يرتفع قسمها السفلي بإتجاه الأعلى وهذا ما أبعدها ـ بنظرنا على الأقل ـ عن خط الوسط الإنسيابي الذي طالما ميز شقيقتيها المتوسطة CX-7 والكبيرة CX-9. وفي الخلف، تستمر معالم مازدا التصميمية بالظهور من خلال تصميم المصابيح الخلفية البارزة التي تعمل شأنها لكل جهات السيارة على تسهيل التعريف بهويتها اليابانية التي طالما تميزت عن هويات المنافسة اليابانية الأخرى.

بإختصار، يمكن القول أن CX-5 تشكل خياراً مثالياً لمن يريد سيارة تتمتع بعملانية وطواعية سيارات الكروس أوفر على أن يكون إندفاعها بشكل رئيسي عبر العجلات الأمامية وشرط أن لا تعاني من إرتجاجات الهيكل التي تشكل عنواناً كبيراً في السيارات المنافسة. فهذه السيارة تشعرك بنوع من الدفء عندما تكون في داخلها وتوحي لك أنها أصغر مما هي عليه في الحقيقة عندما تقودها بعيداً عن الطرقات السريعة المستقيمة وتوفر لك تأدية مقبولة من دون أن تضحي بمستويات إستهلاكها المتدنية، خصوصاً بعد قرار شركتها بعدم إعتماد محرك بسعة أصغر مع نظام شحن إضافي. وهذا ما يدعونا للقول أنه لو كنت تبحث عن سيارة بحجم مدمج وسعر معتدل وعملانية إستعمال متقدمة ولم تجد غايتك، فـ CX-5 لن تشكل خياراً ممتازاً وحسب، بل يفترض بها أن تأخذ لنفسها مكاناً على رأس لائحة خياراتك.

المواصفات

مازدا CX-5
الأرقام
2,0 ليتر ـ 4 أسطوانات متتالية ـ دفع أمامي / رباعي
155 حصان عند 6000 دورة في الدقيقة
200 نيوتن متر عند 4500 دورة في الدقيقة
علبة التروس: 6 أوتوماتيكية
من صفر الى 100 كلم/س: 9,7 ثانية
السرعة القصوى: 200 كلم/س ـ الوزن: 1455 كلغ
الطول: 455,5 سم، العرض: 184 سم، الإرتفاع: 167 سم