مرسيدس AMG هدير AMG في أجواء حلبة ياس

لقاء سريع مع مجموعة سيارات مرسيدس الممهورة بتوقيع الشريك AMG أجراه فادي تقي الدين على حلبة ياس التي سيطر زئير عوادم سيارات AMG على أجوائها

على مدى العقود الأربعة الماضية، تحولت AMG من مجرد مرآب يحتوي على عدد قليل من المهندسين الذين يهتمون بتعديل سيارات مرسيدس ورفع قوتها الى فرع رياضي مستقل له هيكليته الخاصة ضمن مجموعة دايملر يحمل تسمية مرسيدس AMG ويُعنى بتعديل سيارات الصانع الألماني ذو النجمة الثلاثية.
وبإستثناء كل من الفئتين B وE كوبيه/ كابريوليه، تقوم AMG بتعديل جميع سيارات مرسيدس بدءاً بالفئةA ووصولاً الى الفئة G التي تتمتع بمكانة خاصة في أسواقنا، فضلاً عن طراز SLS الذي ينتج حصرياً لدى AMG بفئته القياسية، GT وبلاك سيريز.
وبمناسبة الحديث عن أسواقنا العربية، وبالاضافة الى طراز G الذي يتمتع هنا بمكانة مميزة تسمح له بالتفوق حتى على طراز راينج روفر فوغ من جهة الاحترام الذي يناله على طرقاتنا، تنال سيارات AMG الأخرى إقبالاً منقطع النظير تعزز مؤخراً من خلال عملية التهذيب التي طاولت التصاميم الخارجية لفئات AMG بعد أن كانت تعاني في السابق من إضافات مبالغ في شخصيتها الرياضية بشكلٍ لا يتناسب مع النمط الأرستقراطي الراقي الذي يميز سيارات مرسيدس.

وفي الحقيقة، فإنّ الحديث عن تاريخ AMG أو حاضرها المشرّف ليس هو الهدف الرئيسي من تحقيقنا هذا، حيث أن المناسبة هنا هي ما يتعلق بالجولة السنوية الخاصة التي تنفذها AMG على حلبة مرسى ياس في أبو ظبي لتستعرض من خلالها أمام نخبة من الاعلاميين أحدث منتجاتها التي تتوفر في الأسواق، ولعل المميز في حدث هذا العام هو أن الصانع الألماني أحضر معه أربعة طرازات جديدة هي كل من A45 AMG وE63 AMG الفئة 507 وS63 AMG وSLS AMG بلاك سيريز.
في البداية، وبعد الإنتهاء من الإستماع الى شرح سائقي تجارب مرسيدس AMG والقيمين على الحلبة حول شروط السلامة الواجب إتباعها، انتقلنا الى خلف مقود A45 AMG التي تُعتبر أقوى سيارة مزودة بمحرك من أربع أسطوانات ضمن الانتاج التجاري العالمي، حيث أنها مجهزة بمحرك سعة 2.0 ليتر تم تجميعه يدوياً ليولد قوة 360 حصان مقابل 450 نيوتن متر من عزم الدوران بمساعدة جهاز توربو مزدوج.
وفيما يوفّر لها محركها القدرة على تحقيق إنطلاقات خاطفة من حالة التوقف التام وصولاً الى سرعة 100 كلم/س خلال 4.6 ثواني، يسمح لها نظام الدفع الرباعي، الذي يوفّر توزيعاً متساوياً للعزم بين المحورين الأمامي والخلفي، بالتمتع بتماسك مثالي خلال إجتياز المنعطفات. 

وتوفّر AMG لجديدتها هذه علبة تروس أوتوماتيكية من سبع نسب مع قابض فاصل مزدوج تعمل ضمن ثلاثة برامج قيادة مختلفة هي برنامج القيادة المريحة (Comfort)، برنامج  القيادة الرياضية (Sport ) وبرنامج القيادة اليدوية، فضلاً عن جهاز للتحكم بالإنطلاق.
ومن الخارج، تتميز A45 AMG بجناح خلفي مثبّت فوق زجاج الباب الخلفي وشرائط سباق تمتد من قسمها الأمامي وصولا الى الخلف، فضلاً عن بعض التعديلات الخارجية  التي تميزها عن شقيقتها التقليدية.
وخلال القسم الثاني من الأمسية التي أمضيناها متنقلين بين مختلف سيارات AMG التي توفّرت على الحلبة، إنتقلنا الى خلف مقود طراز C63 AMG الفئة 507 التي باتت بالمقارنة مع طراز C63 AMG التقليدي تتمتع بقوة إضافية تبلغ 50 حصاناً إضافياً تتوفر لها من خلال تعديلات طالت محركها المؤلف من ثماني أسطوانات سعة 6.3 ليتر بسحب عادي مع قوة قصوى تبلغ (وكما تشير عليه تسميتها) 507 أحصنة مقابل عزم دوران يبلغ 610 نيوتن متر من عزم الدوران.
على صعيد الأداء، ساهمت القوة الاضافية التي تتوفَر للفئة 507 بتقليص الوقت الذي تحتاجه السيارة للوصول الى سرعة 100 كلم/س بمقدار جزئين من الثانية، حيث أصبحت تحقّق هذا الأمر بعد مرور 4.2 ثواني على إنطلاقتها وقبل أن تتابع طريقها الى سرعة قصوى محددة الكترونياً عند حدود الـ 280 كلم/س.
وخلال تواجدك خلف مقود507  C63 AMG المكسو بمادة الالكنتارا مع حلقة باللون الأحمر مثبّتة وسط القسم الأعلى من إطار المقود، والتي تتناغم مع خطوط رياضية نافرة تتوسط غطاء حجرة المحرك، ينتابك شعور غريب بأنك على متن سيارة قادرة على مقارعة أسرع السيارات وأقواها حتى ولو كان هذا الأمر غير متاح بنسبة كاملة.

وبعد الإنتهاء من الدوران حول حلبة مرسى ياس بكل سرعة مستمتعين بالأداء العالي لسيارات AMG، آن الأوان لنتحدث عن طرازي S63 AMG وSLS بلاك سيريز الذين تم إحضارهما للحلبة والذين، رغم أنهما من إنتاج نفس الشركة ويتمتعان بالعديد من المكونات التي قد تكون مشتركة، الا أن لكل منهما شخصيته المختلفة. ففيما تُعتبر مرسيدسS63  AMG سيارة السيدان الكاملة الحجم التي تتمتع بمقصورة رحبة مجهّزة بأفخر أنواع تجهيزات الترف والراحة المتطوّرة التي تناسب أكثر رجال الأعمال تطلباً، تُعتبر SLS بلاك سيريز سيارة السباق التي نالت ترخيصاً خاصاً للسير على الطرقات. ولعل القرار الذي إتخذه القيمون على AMG والقاضي بركن السيارة الأولى (S63 AMG) قرب الفلل الفاخرة التي تحتويها الحلبة مقابل ركن السيارة الثانية (SLS بلاك سيريز) داخل المرآب الذي يستضيف في العادة أسرع سيارات السباق هو خير دليل على الفرق بين الشخصيتين اللتين تتوفران لكل منهما. فإذا كانت الأولى تُعتبر أسرع وسيلة نقل عائلية فاخرة، فإنّ الثانية ورغم تخليها عن بذلة السباق، الا أنها لا تزال تحن الى حلبات السباق. 

مرسيدس SLS بلاك سيريز 

تتمتع SLS بلاك سيريز، التي يصنّفها العديد من المراقبين على أنها فئة مخصّصة للسير على الطرقات من طراز GT3 SLS ، بجسم خارجي عُزّزت ملامحه الرياضية من خلال تعديلات بارزة ومساعدات إنسيابية، حيث أنه يستفيد من تصميم مختلف للمصدين الأمامي والخلفي، تنانير جانبية جديدة، رفاريف عريضة وناشر هواء خلفي كبير، فضلاً عن جناح خلفي مصنوع من الألياف الفحمية وعجلات معدنية قياس 19 إنشاً في الأمام مقابل 20 إنشاً في الخلف. 
ميكانيكياً، تتمتع SLS بلاك سيريز بمحرك يتألف من ثماني أسطوانات سعة 6.2 ليتر نال نصيبه من التعديلات التي رفعت قوته الى حدود الـ 622 حصان مقابل عزم دوران محرك أقصى يبلغ 643 نيوتن متر. 
وبفضل هذا المحرك المعدّل، تتمكّن بلاك سيريز من التسارع الى سرعة 100 كلم/س خلال 3.6 ثواني تتابع بعدها تقدمها نحو سرعة قصوى تبلغ 315 كلم/س، وهنا تجدر الإشارة الى أنّ القوة الاضافية التي نالها محرك السيارة توفّرت من خلال رفع الحد الأقصى لدوران المحرك من 7200 الى 8000 دورة في الدقيقة، صمّامات قادرة على تحمل سرعة عالية مع عامود كامات معدّل، هندسة كامات متكيّفة وعتلات دفع مطليّة بطلاء خاص شبيه بما يستخدم في سيارات السباق. 
وبالتزامن مع هذه التعديلات الميكانيكية، جُهّزت بلاك سيريز بعلبة تروس أوتوماتيكية من سبع نسب مع قابض فاصل مزدوج تعمل بتناغم مع المحرك. وتشمل تجهيزات السيارة الميكانيكية أيضاً نظام تعليق متكيّف من تطوير AMG، ترس تفاضلي خلفي قابل للحجز وأسطوانات مكابح مصنوعة من الألياف الفحمية.

مرسيدس S63 AMG

في الوقت الذي تُعيد فيه الفئة S من مرسيدس صياغة الشكل العصري لسيارات السيدان الفاخرة الكاملة الحجم، تضفي شقيقتها S63 AMG النفس الرياضي على معادلة الفخامة والتقنيات المبتكرة من خلال محرك يتألف من ثماني أسطوانات سعة 5.5 ليتر مع توربو مزدوج يولّد قوة 585 حصان تترافق مع عزم دوران أقصى يبلغ 900 نيوتن متر يوفّر للسيارة، بالتناغم مع هيكل أخف وزناً بمقدار 100 كلغ عن الطراز السابق، القدرة على الإنطلاق الى سرعة 100 كلم/س خلال 4.4 ثواني قبل أن يوقف محدد السرعة عملية التسارع عندما تصل ابرة عداد قياس السرعة الى الرقم 250.  
وفيما ساهمت مادة الألومنيوم بخفض وزن السيارة العام بمقدار 50 كلغ مقارنةً مع الطراز السابق، ساهمت تعديلات AMG بتحقيق خفضاً إضافياُ في الوزن يقدّر بـ 50 كلغ، حيث توفّر هذا الأمر من خلال بطاريات تعمل بتقنية الليثيوم ايون، عجلات مُصوّغة، إطارات أخف وزناً، تطعيمات مصنوعة من الألياف الفحمية ومكوّنات أخف وزناً للمحرك.
وبالاضافة الى ذلك، يتوفّر للسيارة أيضاً مكابح مصنوعة من المواد المركبة، نظام AMG للتحكم بالإنقيادية مع ممتصات صدمات متكيّفة، جهاز مقود متكيّف حسب السرعة ومحور أمامي جديد.
من الداخل، ورغم أنّ AMG لم تتمكن من إضافة الكثير على لوحة قيادة الفئة S التقليدية التي هي بالأساس فاخرة الى أقصى الدرجات مع تصميم رائع شكّل نقلة نوعية كبيرة للسيارة بالمقارنة مع الأجيال السابقة، الا أنّ S63 AMG تحافظ على بعض اللمسات الخاصة التي تشمل تطعيمات مصنوعة من الألياف الفحمية، شعارات AMG، ساعة فاخرة من نوع IWC ومقاعد رياضية مع دعم متكيّف عند الجوانب لإحتضان الجسم خلال تنفيذ إنعطفات قاسية.