نيسان باثفايندر 2013

تاريخ النشر: الإثنين، 10 يونيو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022

تحول جذري نحو الأفضل

في جيلها الرابع، تحولت نيسان باثفايندر من سيارة دفع رباعي قاسية الى رياضية متعددة الإستعمال تعتمد على عدد كبير من مقومات السيارات.. السياحية

مع الجيل الرابع والجديد كلياً من باثفايندر، قررت نيسان أن تتخلى عن معظم مقومات سيارات الدفع الرباعي القاسية التي ميزت جيلها الحالي (الثالث) وأن تعتمد بدلاً منها على عنوان رئيسي هو الإستهلاك المنخفض ومراعاة البيئة ولتتمكن من خلال هذا المسار من الخروج بنتيجة ممتازة ظهرت على شكل سيارة رياضية متعددة الإستعمال تبدو وكأنها تنتمي الى فئة سيارات الكروس أوفر القادرة على نقل سبعة ركاب، خصوصاً أن باثفايندر الجديدة هذه تمكنت من خسارة 500 سم³ من سعة محركها و227 كلغ من وزنها الإجمالي و 30 بالمئة من مستويات إستهلاكها الإجمالية للوقود ولكن بعد أن أضافت حوالي 13 بالمئة الى قدراتها التسارعية ومع العلم أنها حافظت على قدرتها على إستضافة سبعة ركاب والذهاب بهم الى مختلف الأماكن، سواء كانت الطريق معبدة أو وعرة.

ولكن كيف تمكنت باثفايندر من تحقيق ذلك؟

في البداية، قررت نيسان أن تتخلى عن مبدأ السلم، أي الهيكل الخارجي المثبت على شاسي بشكل السلم الخشبي القديم بوضعية أفقية وإعتمدت على مبدأ الهيكل الأحادي الذي يحمل نفسه، أي أن الشاسي في باثفايندر الجديد بات يتألف من أرضية مقصورة الركاب والقفص الذي يحيط بهذه المقصورة مع الأقسام المعدنية الممتدة الى الأمام والخلف والتي يتم إستعمالها عادة لتثبيت أجهزة التعليق وقطع السيارة وهو المبدأ نفسه الذي تعتمده السيارات السياحية وسيارات الكروس أوفر والذي يمكن معه تثبيت المكونات الميكانيكية في أماكن مدمجة والإستفادة من باقي القاعدة لتوفير مقصورة ركاب تتمتع برحابة عالية ولتتمكن نيسان بالتالي من زيادة المساحات الداخلية المخصصة للأكتاف والأرجل، ناهيك عن حجم التحميل الخلفي الذي إرتفع بشكل كبير مقارنة بحجم التحميل في الجيل الثالث من باثفايندر.

وللقيام بذلك، قررت نيسان أن تبدأ مع باثفايندر من الصفر بهدف الخروج بسيارة جديدة كلياً لا تتشارك مع الأجيال السابقة منها إلا بعدد قليل من العناصر. فـ باثفايندر الجديدة أطول من السابق بـ 12,7 سم كما أن عرضها إزداد بمعدل 12,7 سم أيضاً، في وقت إنخفض إرتفاعها الإجمالي بمقدار 7,62 سم وليراوح وزنها بين 1882 و2028 كلغ تبعاً للفئة والتجهيزات. وهنا، إستفادت باثفايندر من تقنيات التصميم والتصنيع الحديثة لتظهر بحلة متمدنة بعيدة عن التصميم الصندوقي الذي كان من أبرز معالمها بين العامين 2005 و2012.

فمن الخارج، لا ترتبط باثفايندر الجديدة بالجيل الأسبق إلا من خلال الواجهة الأمامية التي تحمل معالم سيارات نيسان الرياضية المتعددة الإستعمال وبالأخص لجهة الواجهة الشبكية الكبيرة التي يحيط بها مصباحان أماميان مستطيلان بأضلاع سفلية مائلة تعلو صادماً أمامياً كبيراً يحتوي على فتحة وسطية كبيرة تساهم في زيادة فعالية تبريد مقصورة المحرك مع فتحتين جانبيتين يحتوي كل منهما على مصباح دائري مخصص للقيادة عند إنتشار الضباب. ولتعزيز طابع الفخامة، زودت الواجهة الأمامية بإطارات كرومية سميكة طاولت شبك فتحة التهوئة العلوية وخلفيات المصابيح وأخرى رقيقة تم إعتمادها لتزين مصابيح الضباب وأسفل الفتحة السفلية.

أما في الجوانب، فقد تخلت باثفايندر عن التصميم القديم كلياً معتمدة خطوطاً أفقية ناعمة ومنسابة تم معها التركيز على الأسطح المعدنية الملساء وفتحات الإطارات العريضة والنافرة عن مستوى الهيكل والمساحات الزجاجية المنتاسقة التي إعتمدت لنفسها على خط سفلي متعدد المستويات يذكر عند النظر اليه للمرة الأولى بخط الوسط المعتمد لـ مازدا CX-9. وهنا، يشعر الناظر الى جوانب باثفايندر أن ما تراه العين هو عبارة عن أشكال نتجت عن مرور الهواء حول الهيكل وليصبح إعلان نيسان بأن نسبة جر هذه السيارة تبلغ 0,34 وأن هذه النسبة تحسنت بمعدل 13 بالمئة مقارنة بالجيل الأسبق، بمثابة برهانين على ذلك. أما في الخلف، فتعتمد باثفايندر الجديدة على تصميم تقليدي تبرز فيه مصابيح خلفية ذات أضلع مائلة تذكر ـ لبرهة ـ بتلك المعتمدة في هيونداي فيراكروز ومقاطع كرومية تطاول مكان تثبيت اللوحة والصادم الخلفي.

ومع باثفايندر السابقة، كانت عملية الدخول الى المقصورة مماثلة لعملية التسلق بسبب إرتفاع السيارة الذي قررت نيسان أنه يجب أن يتدنى مع الجيل الجديد وهذا ما سهل عملية الدخول والخروج الى ومن المقصورة بشكل كبير وبالأخص بالنسبة لكبار السن، خصوصاً أن فتحات الأبواب الأربع كبيرة وإرتفاع أرضية باثفايندر الجديدة منخفض. وهنا لم تكتفي باثفايندر بذلك، بل أضافت مساحات داخلية أكثر من كريمة في الأمام والوسط والخلف مع وضعيات جلوس مرتفعة نسبياً ومريحة تم تعزيزها بمجالات رؤية متقدمة ومقاعد تمت دراسة طريقة تصنيعها لتوفير راحة جلوس متقدمة يمكن الشعور بها عند الإنتقال على متن باثفايندر لمسافات وأوقات طويلة. وفي هذا السياق، زودت نيسان سيارتها هذه بصفين من المقاعد الوسطية والخلفية التي يمكن التحكم بدرجة ميلان ظهرها والتي يمكن تحريكها أفقياً لزيادة أو خفض المساحات المخصصة للأرجل ولتوضيب مقاعد الصف الوسطي لفتح المجال أمام من يريد الوصول الى صف المقاعد الثالث الذي سيفاجئ الجميع بقدرته على إستيعاب شخصين من أصحاب القامات الطويلة التي تزيد عن 180 سم بكل سهولة.

ومن جهة أخرى ومع المقاعد في الوضعية العمودية الطبيعية، تتمتع باثفايندر بحجم تحميل يصل الى 453 ليتر يمكنها أن ترتفع الى 2260 ليتر بفضل نظام EZ Flex لتوضيب المقاعد والذي يمكن معه طي صفي المقاعد الوسطي والخلفي بسهولة بالغة والحصول على مقصورة تحميل كبيرة ذات أرضية مسطحة وحافة تحميل منخفضة نسبياً تسهل عمليتي تحميل وتفريغ الأمتعة. وهنا إستغل مصممو نيسان أرضية مقصورة التحميل الخلفية لوضع حيز توضيب مخفي يمكنه إستيعاب الحاجيات التي يرغب المرء بوضعها بعيداً عن أعين الفضوليين.

ومن ناحية أخرى، يمكن القول أن لوحة القيادة عملانية ذلك أن قراءة تجويف عداداتها أمر يسير، سواء كان ذلك في الليل أو في النهار. أما الوصول الى مختلف مفاتيح التشغيل، فهو سهل ولكن هناك زحمة مفاتيح ستتطلب بعض الوقت للتأقلم مع مكان كل منها على الرغم من أنها موضوعة بطريقة ذكية. وبين هذه المفاتيح، تعتمد باثفايندر على شاشة ملونة بقياس 8 إنش لجهاز الملاحة جرى تثبيتها في أعلى الكونسول الوسطي بحيث تقع في خط نظر السائق. ومن خلال هذه الشاشة وفي حال طلب باثفايندر مع مجموعة الكاميرات المحيطية، يمكن رؤية كل ما يحيط بالسيارة خلال عمليات الركن في الأماكن الضيقة أو عند المناورة على الدروب الوعرة الصعبة. أما أماكن التوضيب وحاملات الأكواب، فهي متوفرة في مختلف أنحاء المقصورة.

وعلى الرغم من أن خلوص باثفايندر إنخفض من 20,3 الى 16,5 سم ومع أن القسم السفلي منها غير مزود بألواح حماية من الحجارة الموجودة على الدروب الوعرة، إلا أن باثفايندر الجديد يندفع بعجلاته الأربع من خلال نظام يعمل بمفتاح دائري يمكن معه الإختيار بين الدفع الثنائي بالعجلتين الأماميتين (كان باثفايندر السابق يندفع بالعجلتين الخلفيتين أو بالعجلات الأربع) والدفع الرباعي، إضافة الى معيار يتم معه تثبيت توزيع الدفع مناصفة بين الأمام والخلف وهو معيار عمل مناسب للرمال الناعمة.

أما مصدر الدفع الوحيد الذي توفره نيسان لسيارتها هذه، فيعود الى محرك يتألف من 6 أسطوانات بشكل V سعة 3,5 ليتر يمكنه توليد قوة 254 حصان تترافق مع 325 نيوتن متر من عزم الدوران الذي ينتقل الى العجلات الدافعة عبر الجيل الثاني من علب التروس الأوتوماتيكية من فئة CVT التي قررت نيسان إعتمادها بسبب نعومتها التشغيلية وحجمها المدمج ومساهمتها في خفض نسب الإستهلاك. وعلى الرغم من أن عدداً كبيراً من الناس لا يحب هذا النوع من علب التروس كونه لا يوفر شعوراً رياضياً أثناء القيادة، إلا علبة نيسان هذه لن تتطلب من السائق أكثر من مراقبة طريقة عملها وإيقاف عمليات الضغط الكامل على دواسة التسارع وإعتماد الضغط التدريجي كي يتمكن من إستخراج أفضل ما يمكن لعلب CVT أن تقدمه.

وعلى الرغم من أن باثفايندر خسر الكثير من قساوته، إلا أن نيسان تعلن أنه لا يزال قادراً على جر مقطورات بأوزان تصل الى 2268 كلغ وذلك على الرغم من أن مظهره الذي بات مدينياً لا يوحي بذلك تماماً كما قيادته. فهو يتميز بنعومة تشغيلية عالية وبإنقيادية تميل الى الراحة التي عززتها نيسان بعزل صوتي جيد لضجيج السير والهواء والإطارات يمكن الشعور به عند قيادته على الطرقات المعبدة، سواء كان ذلك في المدينة أو على الطرقات السريعة وعلى سرعات تصل الى حوالي 170 كلم/س.

أما على الطرقات المعتدلة الوعورة، فيكفي أن يختار السائق معيار الدفع الرباعي ليكتشف أن باثفايندر قادر على عبور الصعاب بسهولة. وعلى الرغم من أن مقبض علبة التروس مزود بمفتاح للمحافظة على النسب المنخفضة، إلا أننا شعرنا أن باثفايندر بحاجة الى مفتاح للتحكم اليدوي بحجز نسب علب التروس وبالأخص عند إشتداد وعورة الدروب. أما في المقاطع الرملية، فيتوجب على السائق أن يعتمد معيار Lock الذي يحدد توزيع قوة الدفع بنسبة 50 بالمئة الى الأمام ومثلها الى الخلف. عندها يمكن لـ باثفايندر أن يعبر المسالك الرملية الناعمة ولكن شريطة أن يكون سائقه خبيراً بالقيادة على هذا النوع من الدروب.

وفي النهاية، يمكن القول أن باثفايندر تخلى عن الكثير من المقومات التي كانت عنواناً لجيله الثالث وإستبدلها بعناصر مدينية حولته الى كروس أوفر بعيدة تمام البعد عن تمايلات الهيكل وإرتجاجاته ولكنها وضعته في قطاع يشهد منافسة عارمة بين سيارات شأن فورد إكسبلورر وهوندا بايلوت وشفروليه ترافيرس وجي ام سي أكاديا وغيرها وهذا ما حوله الى كروس أوفر متمدنة تقوم على عدد كبير من عناصر الراحة والترف التي تجعله من السيارات الصالحة للإستعمالات اليومية مع بعض القدرات التي لا يستهان بها عند الإنتقال بعيداً عن الطرقات المعبدة. وبإختصار، يمكن القول أن باثفايندر بحلته الجديدة عملاني جداً وسيتمكن من إرضاء شريحة أكبر من السائقين وأصحاب العائلات. أما محبو باثفايندر اللذين يشددون على ما يمكن لسيارتهم أن تقوم به على الدروب والمسالك الوعرة والصحراوية أكثر من ما يمكن لهذه السيارة أن تقدمه بشكل يومي، فيمكنهم البقاء في مخيم نيسان وتحديداً مع طرازي إكس ـ تيرا وأرمادا.

نذكر أخيراً أن باثفايندر الجديد سيتوفر بست فئات في صالات عرض نيسان في منطقة الخليج العربي حيث يفترض بسعره أن يراوح بين 29 و46 ألف دولار أميركي تبعاً للتجهيزات والإضافات.

المواصفات

نيسان باثفايندر

3,5 ليتر ـ 6 أسطوانات بشكل V ـ دفع أمامي / رباعي